قرر القادة الأفارقة المجتمعون في قمة في أديس أبابا، أمس الاثنين، إحداث قوة إفريقية للتدخل السريع في النزاعات في القارة . كما طلب القادة من المحكمة الجنائية الدولية نقل محاكمة الرئيس الكيني اوهورو كينيتا ومساعده وليام روتو إلى القضاء الكيني، ورأى الرئيس السوداني أن الأسلحة المتسربة من ليبيا تمثل تهديداً مباشراً لكل دول المنطقة . وأعلن الرئيس المباشر للاتحاد الإفريقي رئيس الوزراء الإثيوبي هيلاميريام ديسيلين أنه قرار تاريخي للقمة بأن تكون لدينا قوة تدخل سريع اقترح عدد كبير من الدول المساهمة فيها . كما رأى ديسيلين عقب اختتام قمة الاتحاد في أديس أبابا، أن المحكمة الجنائية الدولية تقوم ب"نوع من المطاردة العنصرية" ولا تلاحق إلا أفارقة . وأضاف أنه عند إنشاء المحكمة الجنائية الدولية “كان الهدف تفادي أي نوع من الإفلات من العقاب، لكن الأمر تحول إلى نوع من المطاردة العنصرية" . وقال مفوض الاتحاد الإفريقي للسلام والأمن رمضان العمامرة للصحافيين، إن القمة صادقت على ما اقترحه وزراء الخارجية في مشروع قرار أعد الخميس . وبموجب ذلك يدعو القادة الأفارقة إلى وضع حد للعملية أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس الكيني المنتخب ومساعده، على أن تتكلف الهيئات القضائية الكينية بها . وتلاحق المحكمة الجنائية الدولية كينياتا وروتو المنتخبين في مارس/آذار للاشتباه بتورطهما في أعمال عنف عرقية أسفرت عن سقوط أكثر من ألف قتيل ومئات النازحين في بضعة أسابيع . وتتهم المحكمة الجنائية تحديداً كينياتا وروتو اللذين كانا في معسكرين معاديين بأنهما نظما وموّلا الهجمات والعمليات الانتقامية من الطرف الآخر . واتهم العديد من القادة الأفارقة المحكمة الجنائية الدولية بأنها تركز تحقيقاتها في إفريقيا فقط . وتلاحق المحكمة الجنائية الدولية حالياً 18 شخصاً كلهم أفارقة بتهم جرائم وقعت في ثمانية بلدان إفريقية هي جمهورية الكونغو الديمقراطية وإفريقيا الوسطى وأوغندا والسودان وكينيا وليبيا وساحل العاج ومالي . من جانبه، وصف الرئيس السوداني عمر البشير المحكمة الدولية التي تلاحقه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بأنها “محكمة سياسية وواحدة من أدوات الاستعمار القديم الذي يتجدد على شكل مؤسسات لترهيب القادة الأفارقة الذين يتمردون على هيمنة الغرب"، متهماً الولاياتالمتحدة بشكل خاص ب"الضغط على الدول الإفريقية" . إلى جانب ذلك اعتبر الرئيس السوداني أن الأسلحة التي تتسرب من ليبيا إلى العديد من الدول الإفريقية تشكل “تهديداً مباشراً لكل دول المنطقة" . وقال البشير في حديث إلى تلفزيون “فرانس-24" إن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي “قام بتسليح عدد كبير من أبناء القارة الإفريقية" الذين كانوا في ليبيا لمساندته ضد التمرد الذي كان يستهدف إطاحته . وأضاف أن الكثير من الأفارقة الذين حملوا السلاح في ليبيا “هم عناصر مناوئون لحكومات بلدانهم، أو أن السلاح بأيديهم منحهم شعوراً بأنهم باتوا في موقع يخولهم مناهضة هذه الحكومات" . واعتبر هذا الوضع “تهديداً مباشراً لكل دول المنطقة، وأشار إلى السودان والنيجر ومالي . ورأى البشير أن كل الدول الإفريقية التي تعاني هذه المشكلة “لها مصلحة في جمع السلاح والقضاء على هذه المجموعات، والحل الأمثل هو في أن تجتمع الأجهزة الأمنية لهذه الدول لتأمين حدودها" . المصدر: الخليج الاماراتية 28/5/2013م