شددت الخرطوم على قرارها بإيقاف نفط الجنوب من المرور عبر أراضي السودان، وإلغاء الاتفاقيات الأمنية والنفطية مع جوبا داعية المجتمع الدولي لإدانة الدعم الذي تقدمه حكومة الجنوب للمتمردين السودانيين، وقال مسؤولون في الخرطوم إن قرار وقف تصدير النفط لن يؤثر في الأوضاع الاقتصادية، في ما وصفت حكومة الجنوب القرار بأنه "غير حكيم" . وحذرت من كارثة بيئية يمكن أن تلوث مياه النيل بسبب تداعيات القرار . وقال وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان، إن بلاده ستسمح بتصدير شحنات نفط الجنوب التي وصلت بالفعل إلى ميناء بورسودان، مشدداً على أن بلاده ستأخذ نصيبها من تلك الشحنات . كما أعلن الوزير السوداني إيقاف تنفيذ مصفوفة اتفاقية التعاون مع دولة جنوب السودان، وإكمال وقف ضخ نفط الجنوب كلياً خلال ستين يوماً . وقال إن الاتفاقيات إما أن تنفذ كاملة أو تجمد بشكل كامل . لكنه أضاف إنه إذا كانت هناك ضمانات إقليمية وتعهدات مختلفة عن السابق، سيعود النفط، كما رهن استمرار ضخ النفط الجنوبي عبر الأراضي السودانية بجدية حكومة الجنوب . وقال "إذا لمسنا استعداداً للتراجع ليس لدينا مانع من أن العلاقة تستمر"، مشيراً إلى أن "الاتفاقيات التسع بين البلدين يجب أن تنفذ أو تلغى ما لم تكن هناك جدية من الطرف الآخر" . من جانبه، قال جهاز الأمن والمخابرات السوداني إن دولة جنوب السودان مستمرة في دعم الجبهة الثورية عبر هيئة أركان الجيش الشعبي للفرقتين التاسعة والعاشرة وعبر تقديم معلومات استخبارية للمتمردين . وقال مدير جهاز الأمن محمد عطا إنه "في الوقت الذي أكمل فيه السودان انسحابه وفقاً للاتفاقيات الموقعة أخيراً مع الجنوب لا يزال الجيش الشعبي يحتل ست مناطق سودانية على رأسها سماحة ومحطة بحر العرب والأدهم . وأضاف أن دعم الجنوب للمتمردين يشمل عربات الدفع الرباعي والأسلحة والذخائر والوقود والمواد التموينية وإخلاء الجرحى، كما أكد عطا من جانب آخر، أن الاقتصاد السوداني حقق نمواً أكثر من 4% وتجاوز أي موارد كان يمكن أن تأتي من الجنوب . وكان البرلمان السوداني أيد قرار الرئيس عمر البشير بوقف تصدير نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية، فيما أكد أن القرار جاء لبث الطمأنينه وتقوية الإرادة الشعبية . وقالت سامية أحمد محمد نائب رئيس البرلمان إن توجيهات رئيس الجمهورية حول قفل أنبوب النفط يشير إلى أن السودان ينتهج التفاوض من موقف قوة وليس ضعفاً . في غضون ذلك، ألغت الخرطوم زيارة وفدها المفاوض إلى أديس أبابا التي كان مقرراً لها أمس الأحد للمشاركة في اجتماعات لجنة البترول المشتركة بين السودانين، عقب قرار رئيس الجمهورية بإغلاق أنبوب نفط الجنوب . وفي جوبا عقد مجلس الوزراء في جنوب السودان أمس اجتماعاً برئاسة الرئيس سلفا كير ميارديت لمناقشة قرار السودان وقف تصدير النفط عبر أراضيه . وقالت مصادر إن حكومة الجنوب ستشكف عن موقفها إزاء القرار في مؤتمر صحفي يعقد اليوم . المصدر: الخليج 10/6/2013م