هل المؤامرة التي تم نسجها في رابعة النهار للإجهاز علي الديمقراطية المصرية والإطاحة برئيس جاء عبر صناديق الانتخابات بوسائل غير ديمقراطية.. لا تبرر للإسلاميين في مصر استخدام ذات الوسائل غير الديمقراطية والانقلاب علي الجميع علي خطى الحركة الإسلامية في السودان التي استشعرت المؤامرة عليها في العام 1989م، من خلال مذكرة القوات كتبت باسم القوات المسلحة لإخراج الحركة الإسلامية من السلطة ومحاصرة السيد" الصادق المهدي" رئيس الوزراء الضعيف جداً في مواجهة الأزمات وإرغامه علي فض تحالفه مع الإسلاميين بالتهديد والوعيد لتصبح المؤسسة العسكرية وصيا علي المؤسسة السياسية، ليأتي تشكيل حكومة ما بعد خروج الجبهة الإسلامية أو إخراجها علي (مقاس) القوى العلمانية التي تآمرت علي الديمقراطية في السودان، ومهدت لبعض جيوب العلمانية في الجيش حين ذاك الاستيلاء علي السلطة.. وكان خيار الإسلاميين التقدم علي الآخرين وإجهاض المؤامرة والاستيلاء علي السلطة وفق تقديرات لظروف استثنائية أطاحت بالبلاد عام 1989م. ما يحدث الآن في مصر من مؤامرة علي الشرعية الشعبية من قبل القوى العلمانية والجيش المصري (المخترق).. يبرر للإسلاميين المصريين استخدام وسائل غير ديمقراطية للاستيلاء علي السلطة (عسكريا)، لا من اجل الإبقاء علي الرئيس "محمد مرسي" في الرئاسة، ولكن للحيلولة دون وثوب دكتاتور علماني محمي دوليا علي أعناق شعب ارض الكنانة وتنصيب نفسه(إلها) يحكم باسم الشعب زوراً وتزييفا وبهتاناً.. لينفذ مايملي عليه من القوى الديكتاتورية العلمانية التي انكشف زيفها وبهتانها وتأمرها علي الديمقراطية والتيارات الإسلامية التي تملك مفاتيح الشارع والأرصدة الجماهيرية، وتملك مشروعية الانقضاض عل السلطة عسكريا. إذا كان الساقطين في امتحانات الجماهير يخططون ويدبرون للإطاحة بالرئيس (محمد مرسي) في رابعة النهار الأغر باسم الشعب المفترى عليه، فلماذا لا يفعلها التيار الإسلامي في مصر وينهي اللعبة بضربة قاضية وباسم المؤسسة العسكرية التي تحتمي بها العلمانية من اليساريين والأمريكان وأتباعهم من سدنة النظام (ألمباركي) الساقط. فلينهض الشباب الإسلامي من الضباط الوطنيين بأعباء التغيير كما نهضوا في السودان واستلام زمام السلطة وإنهاء حقبة الفوضى الحالية وفق دستور انتقالي يعيد لمصر ديمقراطيتها بعد(6) سنوات من الآن علي الأقل، حتى (ترعوي) التيارات العلمانية وتذعن للأمر الواقع وتحترم خيارات. لماذا الانقلابات العسكرية حلال علي العلمانية في الجزائر وعلي البعثتين في العراق وعلي الغربيين في موريتانيا وعلي أتباع أمريكا في يوغندا ورواندا، وحرام علي الإسلاميين في مصر والسودان؟ حينما يستخدم خصمك السكين والسيف ليجز عنقك من العار أن تنتظر الشرطة لإنقاذك والدفاع عنك وأنت عاجز عن الدفاع عن نفسك! والرئيس المصري الشرعي يتعرض لمؤامرة وانقلاب (اسود) يباركه خصومه من السياسيين والدول التي تدعي الحفاظ علي القيم والديمقراطية، فلماذا ينتظر "مرسي" عدوه ليغرز سكينه في عنقه ويستقبل الموت كما يشتهي خصومه.. العين بالعين والسن بالسن والانقلاب يمثله و(تنقد الرهيفة)!. نقلا عن صحيفة المجهر السياسي 4/7/2013م