تحليل فرعي تبدو ولاية جنوب كردفان التى تضم قبائل النوبة ،و الذين بدورهم يمثلون حوالي 70% من عضوية قطاع الشمال بالحركة الشعبية ، تبدو هذه الولاية قد عقدت العزم وحزمت أمرها فيما يخص مستقبلها السياسي، حيث تتمتع الولاية بموجب قوانين المشورة الشعبية بحق التقرير ما اذا كانت تود البقاء ضمن حدود الشمال ، او أن تلحق بجنوب السودان. و تكشف حقائق دامغة قال بها قادة معروفين من ابناء النوبة ،ان هناك فى الواقع ما أسموه (عدم اهتمام) بالمنطقة من ناحية مواطنين واعضاء فى الحركة ، فالحركة و إن اهتمت بمناطق أبيي فهي مهتمة بها من اجل النفط ،و إذا اهتمت بمناطق جنوب كردفان فهي مهتمة فقط بالحدود و المراعي و القبائل ذات الجذور الجنوبية مثل دينكا نقوك ،و ذلك لوجود عدد من قادة الحركة ينحدرون من المنطقة، أما فيما غير ذلك فان الحركة بدت و بصورة عملية واضحة زاهدة تماماً فى كسب ابناء النوبة ،و يدلل البعض من قادة النوبة بأنهم ومنذ اول توزيع للمناصب السياسية على المستوي القومي كان واضحاً ان المكتب السياسي للحركة غير مبال كثيراً بإعطاء النوبة الوزن السياسي اللائق ، فأقصي ما تم منحه لهم منصب وزير ،و هى وزارة الصحة التى تولها د, تابيتا بطرس وأثبتت فيها جدارة مستحقة ،وكانت الكارثة التى اثارت غضب ابناء النوبة ان قطاع الشمال بالحركة الذى يفترض أنهم قادته باعتبار ان منطقتهم تقع ضمن اطار الشمال تم منح إدارته لنائب الامين العام المثير للجدل ياسر عرمان و استطاع عرمان بمهارة يحسد عليها ان يستعدي الآلاف من ابناء النوبة و ان يجعلهم يزهدوا فى القطاع ،و رفعوا شكاوي عديدة لزعيم الحركة بشأن هذا الامر ولكنهم لم يدجوا إذناً صاغية ! و على الرغم من ذلك يقول محدثنا الذى اجبرته ظروفه السياسية الحالية كما قال حجب اسمه ، فانهم لم يفقدوا الأمل فى أن تلتفت قيادة الحركة لهم و كانوا يراهنون على ان يتقدموا صف الحركة عند الترشح لرئاسة الجمهورية ، فاذا بهم يفاجأوا بترشيح الحركة لعرمان و هو فى الاصل عدوّهم اللدود للدرجة التى يطلق فيها البعض منهم على اسمه (عدو المهمشين الاول) ! هذا المشهد فى جنوب كردفان اعطي صورة واضحة لما سيؤول اليه الحال فى المستقبل القريب ، حيث تبدو تنظيمات ابناء النوبة و فئاتهم المختلفة تستشعر غبناً سياسياً تجاه ما حاق بها لأنها قاتلت داخل صفوف الحركة و قدمت التضحيات ،والآن جري إلقاؤها بعيداً إذ لا يتصور لقيادات كهذه – أدركت أين موقعها فى الحركة- أن تغامر بحث مواطني المنطقة للإلتحاق بجنوب السودان ، فالذي لم يجد التقدير اللائق فى الظروف الحالية ، من المؤكد أنه لن يجدها فى المستقبل و حين تسيطرالحركة تماماً على مفاصل الجنوب و تمارس التهميش بأوسع معانيه !