مؤتمر حزب البعث الذي عقد مؤخراً أصبح مثل (حائط المبكي) أو (هايد بارك) لأحزاب المعارضة تباكت فيه على حالها وحال السودان أحياناً، أكثرهم بكاءاً ونحيباً على المعارضة كانت هالة عبد الحليم التي وصفت تحالف المعارضة بالفاشل والتخبط وعدم الجدية، البعث مارس هجومه المستمر على المؤتمر الوطني وأضاف إليه الحركة الشعبية ووصفها بالعنصرية وتقسيم السودان، حزب الأمة ما يزال يلعب (بالثلاث ورقات) يؤيد المعارضة ويهاجمها، أما كمال عمر فهو نسيج وحده، يستمتع بمهاجمة الحكومة والمؤتمر الوطني وفي المؤتمر (أخد مسجل الأحزاب مقاولة) ما حدث في مؤتمر حزب البعث كان تأكيداً لوصف هاله عبد الحليم لتحالف المعارضة – الفشل، التخبط وعدم الجدية. السؤال لا أحد يريد معارضة فاشلة ومتخبطة وغير جادة لا الحكومة إلي حد ما ولا الشعب المسكين الذي يريد استقراراً وتداولاً سليماً للسلطة ومعارضة قوية وواقعية لا ترفع سقف طموحاتها – إسقاط النظام بدون أدوات ووسائل أو حتى خطة ... مجرد هجوم متواصل وتصريحات صحفية لا تتجاوز يوم نشرها وتصبح مادة للسخرية وفقدان الأمل فيها لتفسح المجال – لبعض الأقلام الصحفية – لتسجل بطولات على حساب الأحزاب المعارضة لأنها لا تقنع أحداً ببرنامجها فليجأ القارئ الغاضب والمعارض والباحث عن متنفس لهذه الأقلام التي تزايد عليه وعلى قضاياه وليس الدفاع الحقيقي عنه وفي النهاية يتحول نقدها إلى ملايين يتباري في دفعها الناشرون لضمان توزيع صحفهم. نحن نريد معارضة واعية رزينة تجبر الحكومة على احترامها والاستماع إليها تقدم الحلول المقنعة لأزمات الوطن وتستفيد من أي فرصة ممكنة لتنفيذ طموحات الشعب وحلحلة، قضاياه وليس الوقوف على الرصيف و (شتم الحكومة). إسقاط النظام ليس تصريحات صحفية من يعارض النظام ويريد إسقاطه عليه أن يعمل بما هو متاح من قوانين ودستور ويهرع لصناديق الأقتراع ليفوز بمكان يستطيع من خلاله أن يغير. الفشل والتخبط وعدم الجدية هو التمسك بعدم الحوار والمضي في (شتم) الحكومة يومياً دون محاولة المساهمة في موقفها من متضررى السيول والأمطار الضعيف والمتهالك والذي كشف عورتها تماماً. نقلا عن اخبار اليوم2/9/2013م