لم يحصد السودان جراء تعاونه الأمني في مكافحة الإرهاب مع الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى الآن شيئاً يذكر خلاف إطلاق سراح المعتقلين السودانيين في غوانتانامو الذين فك أسرهم لعدم وجود أدلة ضدهم، حيث مازالت الخرطوم في قائمة الدول الراعية للإرهاب رغم حلول الذكرى الثانية عشرة لأحداث 11 سبتمبر 2001م التى تصادف اليوم «الأربعاء»، والسودان وامريكا بدأ تعاونهما الأمني منذ عام 2000م بواسطة بعثة المخابرات الأمريكية التى زارت السودان، وتوج ذلك التعاون قبل أسبوع من أحداث 11 سبتمبر 2001م بتعيين المبعوث جون دانفورث آنذاك، وصولاً إلى المبعوث الثامن الذي عين قبل أسبوعين السفير دونالد بوث، وخلال هذه الأعوام «12 عاماً»، ظل السودان من الدول المعاقبة من الولاياتالمتحدة وغيرها بأسباب متعددة، من ضمنها اعتماد الطاقم الذي يدير ملف السودان بالخارجية والكونغرس الأمريكي على المعلومات التى يقدمها أعداء الخرطوم ابتداءً من دول الجوار الجغرافي، بجانب معارضي السودان في الدول الغربية الذين ينفذون أجندة تفوق أعداء البلاد الحقيقيين. صحيح أن الخرطوم قدمت تنازلات عديدة ضمن مكافحة الإرهاب، لكن في المقابل لم تحصل على أفعال ملموسة تجعل السودان يتشجع في الاستمرار في ذلك التعاون، خاصة أن الأزمة المصرية وعدم دعم أمريكا للشرعية المنتخبة في القاهرة عكس انهيار النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، خاصة أن عدد قتلى مصر فاق ضحايا أحداث 11سبتمبر2001م، وتضاف إليها الأزمة السورية وكيف استطاعت روسيا والصين تنفيس الغضب الأمريكي وقبول واشنطن مقترحات موسكو مما يعني إلغاء الضربة العسكرية، وبالتالي تراجع النفوذ الأمريكي الذي بدأ في التآكل جراء الحروب التى اثخنت جسده. المهم أن السودان بعد مرور «12» عاماً على أحداث 11 سبتمبر التي تصادف ذكراها اليوم، بحاجة لمراجعة أجندته في تعاونه الأمني مع الولاياتالمتحدة خاصة أنه قدم الكثير ولم ينل إلا القليل. ولعل تعيين المبعوث الجديد دونالد بوث يؤكد مدى الضعف الذي وصلت إليه الإدارة الأمريكية بشأن اتخاذ قرارتها تجاه السودان، خاصة أن سيناريو تعيين المبعوث كان في حالة تنازع بين البيت الأبيض والكونغرس، مما يشير لحد كبير إلى أن الخلل سيتواصل بدوره على علاقات البلدين، ويظهر جلياً أن السبب الذي ألغت أمريكا بموجبه زيارة مساعد رئيس الجمهورية د. نافع على نافع إلى واشنطن التي كانت مقررة في يونيو الماضي انتفى بمرور بترول الجنوب عبر السودان، وحتى الأمس القريب ورغم مرور «12» عاماً على تعاون السودان وأمريكا لم تعلن واشنطن إلغاء ولو جزء بسيط من العقوبات المفروضة على السودان، فلماذا يستمر السودان في التعاون مع أمريكا وقد أصبحت غير حريصة على ذلك التعاون؟ نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 11/9/2013م