هي الزيارة الأولي له إلى الخرطوم، لا يوجد رسمي أو أهتمام إعلامي، للحظة يخال الأمر هو عدم تنسيق أو لأن (السبت) إجازة، قد لا يلتقي المبعوث الجديد ببعض المسؤولين. الفتور الذي كان واضحاً، لم يكن محض صدفة، بل كان متعمداً ومقصوداً، فما درجت عليه العادة مع المبعوثين السبعة السابقين للولايات المتحدة، أن تكون الكاميرات بانتظارهم، وسيارات (الكونفوي) وصافرات الشرطة تحرسهم، أما برنامجهم وجدول أعمالهم فيكون معداً ورتب مسبقاً قبل أسبوع، ومعلوماً لدي الجميع. التصريحات التي قالها دونالد بوث عصر أمس (السبت)، والإجابات الحاسمة التي أعلنها كرتي أيضاً – مساء أمس – أعطت الملامح الأولي لشكل العلاقة المستقبلية التي ستجمع بوث بالحكومة السودانية. برنامج غير معلن سوى لقاء سيعقده مع اللجنة الإشرافية لأبيي ومع وكيل وزارة الخارجية،وآخر مع رئيس السلطة الانتقالية.. لم يلتق المبعوث وزير الخارجية الذي غادر إلى بلجيكا مساء أمس، ولن يلتقي بمسؤولين رفيعين في الدولة، فهو لم يأتي بخارطة الطريق التي تساعد على حل القضايا مع جنوب السودان أو تحسين العلاقات وترقيتها مع واشنطن، وهي الشروط التي وضعها كرتي للتعامل معه بشكل جاد. الخارجية رأت أنه جاء بنظرة سالبة من خلال تعليقه على قضية أبيي، وعدم مباركته الجهود التي أثمرت عن اتفاقيات تعاون بين دولتي السودان. دونالد بوث وهو أحد الدبلوماسيين المخرمين، ولديه خبرة واسعة في تعزيز السلام والاستقرار في القارة الأفريقية، وعمل من قبل سفيرا لدي إثيوبيا وزامبيا وليبريا. جاء من واشنطن معرباً عن قلقه من عدم التوصل لحل حول قضية أبيي، بعد أن أبتدر أولي لقاءاته مع مسؤول اللجنة الإشرافية الخير الفهيم، وبلا شك أن وزير الخارجية على كرتي كان جاهزاً للرد على قلقه بصورة حاسمة، بل إنه كان ينتظر سؤال الصحفيين ليرد بنبرة عالية وحادة على كلامه، فقد أكد مساء أمس أن الإدارة الأمريكية لا علاقة لها بأي وساطة مقبلة في قضية أبيي، وانتقد حديث دونالد بوث قائلاً: إن قضية أبيي لم ولن تكون بهذه السوداوية والحالة الظلامية التي يصف بها الأمريكان الحال بين الخرطوم وجوبا، واعتبر أنها القضية الوحيدة التي تبقت لواشنطن لإفساد العلاقة بين الخرطوم وجوبا، وشدد كرتي على عدم إعطاء المبعوث فرصة ليكون له دور مقبل في أبيي، وقال: أقول بكل صراحة، إذا كان المبعوث الأمريكي يريد أن يبني على الإيجابيات، فله كل هذه الاتفاقيات، وإن كان يريد أن يبحث عن شوكة لطعن الاتفاقيات في حلق العلاقات دون الإيجابيات، فلن نفتح له مجالاً ولن نتعاون معه إطلاقاً. ليست صدفة:- قد يقول قائل، إن ظروف سفر الوزير إلى بلجيكا مساء أمس هي التي منعته من لقاء دونالد بوث، وهو عذر منطقي، لا أن التنسيق كان يمكن أن يتم بين وزارة الخارجية في كلا البلدين، لضمان أن تكون لقاءات المبعوث أكثر فاعلية وأهمية، وإن دل الأمر على شيء فهو زهد كلا الدولتين في تحسين علاقاتها مع بعضهما البعض، فكرتي الذي سيسافر إلى نيويورك بعد بلجيكا، أعلنها لواشنطن من الخرطوم: لم ير السودان منكم شيئاً إيجابياً، وهورد واضح بعد تلميحات كان قد أشار إليها قبل عدة أيام، حول دور المبعوث الأمريكي المقبل، ويبدو أن بداية عمل بوث تشبه إلى حد كبير نهاية عمل ليمان!. نقلاً عن صحيفة السوداني 15/9/2013م //