طالبت الحكومة السودانية برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، وقالت إنها تنتظر من المبعوث الرئيس الأميركي الخاص للسودان تقديم رؤية متكاملة حول مهمته ، وما تتضمنه من طرح جديد. وقال وكيل وزارة الخارجيَّة ، رحمة الله محمد عثمان ، خلال لقائه المبعوث الأميركي دونالد بوث بوزارة الخارجيَّة السودانية ، إنَّ حكومة السودان تنتظر من المبعوث الجديد أنْ يقدِّم رؤية متكاملة حول مهمته وما تتضمنه من طرح جديد يمكن أنْ يُسهم في دفع علاقات البلدين للأمام. وأكد رحمة الله أن السودان قد خبر التعامل مع عدد من المبعوثين السابقين دون أن يرى أثراً إيجابياً يتحقق من القبول بالتعامل مع المبعوثين الخاصّين ، مما يثير التساؤل حول جدوى اعتماد المبعوثين وسيلةً لإدارة علاقات السودان والولاياتالمتحدة. وأوضح وكيل الخارجية السودانية ، للمبعوث الامريكي أنَّ رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب يمثل استحقاقاً تقادم عليه الزمن ، وإجراءً كان ينبغي أن يُتّخذ منذ وقت طويل ، لعدم وجود ما يربط السودان بالإرهاب ، خاصّةً وأنَّ تقارير وزارة الخارجية الأميركيَّة السنوية التي تصدر عن حالة الإرهاب في العالم ، تؤكد أنَّ سجل السودان خالٍ من أي علاقة له بالإرهاب ، مما يحتم على الولاياتالمتحدة أنْ تفي بالتزاماتها في هذا الصدد ، وتزيل اسم السودان من تلك القائمة. واعرب الوكيل رحمة الله عن أمله في أن يسعى المبعوث الخاص الجديد إلى وضع العلاقات الثنائيّة بين بلاده والسودان أولويةً في مهمته ، بما يؤدي في نهاية الأمر إلى معالجة انشغالات حكومة السودان في هذا الصدد ، وحتى يتمكّن الجانب الأميركي من لعب دور إيجابي في القضايا الأخرى التي تهم السودان. ورداً على مذكرة للمبعوث حول ارتباط مهمته بالقضايا العالقة مع جنوب السودان ، وأنّه يسعى في إطار ذلك لتحسين علاقات بلاده مع السودان، قال رحمة الله أنَّ كُلاً من السودان وجنوب السودان قد أحرزا تقدماً كبيراً في التعامل مع القضايا العالقة، وأنَّ الآليّات المتفق عليها في حلِّ بقية القضايا، بما يشمل التواصل المباشر بين رئيسي البلدين، كما حدث مؤخراً ، واضاف انّ الآلية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي كفيلة بأن تقود البلدين إلى خطوات عملية في حل ما يعترضهما من مشاكل في القضايا المختلفة. وابدي وكيل الخارجية السودانية استغرابه مما وصفها بمساعٍ لتضخيم قضية أبيي ، والسعي إلى فرض الضغوط بشأنها، مشيراً إلى أنَّ العالم يزخر بالمشكلات المشابهة التي تأخذ وقتاً طويلاً للتوصل إلى تسويات بشأنها ، وأشار إلى أنَّ لقاء الرئيسين الأخير أثبت أن الطرفين قادران على حل قضاياهما بالتعاطي المباشر ، بعيداً عن الضغوط والأجندة الخارجية ، حيث أكّدا عزمهما على حلِّ قضية أبيي بالتراضي، وبما يحفظ حقوق كل الأطراف. وأضاف رحمة الله أنَّ جهد أميركا للتعاطي مع هذه القضايا ينبغي أن يصب في دعم الآليات القائمة والمتفق عليها ، كما ينبغي لهذا الدور أنْ يمر عبر بوابة العلاقات المتصلة مع حكومة السودان، مما يجعل من الأهميّة بمكان الاتفاق على خطة واضحة لتحسين العلاقات الثنائيّة أولاً. وأكد وكيل الخارجية السودانية لمبعوث أوباما أنّ قضايا السودان بما يشمل دارفور والمنطقتين هي أجندة وطنيّة تمثل جانباً من مشروع البناء الوطني الذي تعكف الحكومة على تحقيقه، مستصحبة في ذلك كل القوى السياسيّة الأخرى المنخرطة في العمل السياسي ، مؤكداً أن تطوير العلاقات الثنائيّة مع جنوب السودان هدفٌ استراتيجيٌ للدولة ، تسعى له دون النظر إلى الإملاءات أو الضغوط ، التي تحاول بعض الجهات فرضها على السودان.
