إستدعت الخارجية السودانية القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم بواسطة السفير عبد المحمود عبد الحليم وكيل وزارة الخارجية بالإنابة ، وابلغته إحتجاج السودان الشديد على مماطلة الحكومة الأمريكية في إعطاء تأشيرة الدخول إلى أمريكا للرئيس السوداني المشير عمر البشير والوفد المرافق له للمشاركة في إجتماعات الدورة (68) للجمعية العامة للأمم المتحدة في انتهاك صارخ لإلتزاماتها كدولة مقر. وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية السفير أبوبكر الصديق في تصريح صحفي أن وزارة الخارجية ابلغت القائم بالاعمال أن عدم إصدار تأشيرة للرئيس السوداني حتى الآن قد أضر بمصالح قومية وحيوية للسودان بتعطيل مشاركتة في اجتماعات مجلس السلم والأمن الأفريقي على مستوى الرؤساء في يوم 23/9 والاجتماع التشاوري رفيع المستوى حول السودان وجنوب السودان الذي دعا له الأمين العام للأمم المتحدة وينعقد اليوم 9/27. وقال السفير أبوبكر إنه كان من المقرر مخاطبة الرئيس السوداني للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم أمس الخميس 9/26 حسب الجدول الذي وضع له من قبل الأمانة العامة للأمم المتحدة. وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية إن السودان كان يأمل أن تساهم مشاركة الرئيس السوداني في هذه الأنشطة في تعزيز السلم والاستقرار في المنطقة وهذا هدف تدعي الحكومة الأمريكية بأنها تسعى إليه إلا أنها وبتعطيل وصول الرئيس البشير إلى مقر الأممالمتحدة ، قد أكدت زيف ادعائها وعدم حرصها على تحقيق السلام فعلياً بالإقليم والمنطقة. من جهة أخرى أفاد الناطق الرسمي باسم الخارجية في تصريح صحفي أن وكيل الخارجية السودانية بالإنابة قد نقل للقائم بالأعمال الأمريكي رفض السودان محاولات التدخل الخارجي في الشأن الداخلي السوداني. جدير بالذكر ان السفارة الأمريكية كانت قد اصدرت بياناً صحفياً قبل يومين حول المظاهرات التي شهدتها الخرطوم. وكانت بعثة السودان الدائمة لدي الاممالمتحدة قد أعدت مذكرة إحتجاج شديدة اللهجة بشأن عدم تمكُّن الرئيس السوداني من المُشاركة في فعاليات الدورة (68) للجمعية العامة للاُمم المتحدة بسبب عدم إصدار تأشيرات الدخول اللازمة له وللوفد المرافق لسيادته من قِبل البلد المُضيف ( الولايات المُتحدة الأمريكية) حيث تم تعميم المُذكرة في الجمعية العامة للاُمم المُتحدة في ذات التوقيت الذي كان من المُفترض أن يُدلي فيه السيد رئيس الجمهورية ببيانه. كما تم تسليم نُسخة من المذكرة لرئيس الجمعية في المنصة ومن أبرز مضامين المُذكرة ما يلي:- " أن فخامة السيد / عمر حسن أحمد البشير رئيس جمهورية السودان لم يتمكن من تقديم بيان السودان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وهو المُتحدث الثاني في الجلسة المسائية لهذا اليوم (الخميس) الموافق 26/9/2013م، وذلك لأن البلد المُضيف قد فشل في الوفاء بإلتزاماته بمنح فخامة الرئيس السوداني والوفد المُرافق لسيادته حتي اليوم الخميس الموافق 26/9/2013م تأشيرات الدخول اللازمة ، كما نصت إتفاقية المقر بأن يتم ذلك بأسرع ما يمكن، الأمر الذي مثّل إنتهاكاً صارخاً لمباديء وأهداف ميثاق الأممالمتحدة وبصفة خاصة لاتفاقية المقر الموقعة مع البلد المُضيف بتاريخ 14 ديسمبر 1946م. " أن هذا الرفض المؤسف و غير المُبرّر لإصدار تأشيرة الدخول لرئيس دولة عضو في المنظمة الدولية يُشكّل سابقة خطيرة من نوعها في تاريخ المنظمة. " أن هذا الفعل يستوجب موقفاً قوياً من كافة الدول الأعضاء في الاُمم المتحدة لاستهجان هذه المُمارسة التي تستهدف منع الدول من مُمارسة حقها كعضو في المنظمة الدولية. " أن بعثة السودان الدائمة لدى الأممالمتحدة تُطالب الأمين العام للأمم المتحدة بحُكم منصبه كراعٍ لإتفاقية المقر القيام بمسؤولياته وواجباته لحماية حقوق الدول الأعضاء ولضمان تطبيق إتفاقية المقر ودوره في منع إساءة و إستغلال الإتفاقية لتحقيق مآرب سياسية. " أن البعثة الدائمة لجمهورية السودان تدعو رئيس الجمعية و الدول الأعضاء للوقوف بكل قوة لحماية حقوق الدول كما نص عليه ميثاق الأممالمتحدة و إتفاقية المقر. وإن حكومة السودان تحتفظ بحقها كاملاً لتصعيد القضية لنهاياتها .