معلوم أن الاقتصاد يقوم علي ثلاثة عوامل إنتاج وسوق وطريق وحجم الإنتاج في السودان يعلمه القاصي والداني سواء أكان إنتاجاً زراعياً أو حيوانياً أو سمكياً أو حتى إنتاجاً صناعياً إنتاج بمقدوره ان يحقق مرامي العالم في توفير سلة غذائه في ظل الفجوة الغذائية المتزايدة بسبب العوامل الطبيعية من جفاف وتصحر وأمطار وسيول تودي الي تلف المحاصيل الزراعية بما يخلق أزمة ونقصاً في الغذاء يقود بدوره الي تصاعد أسعار السلع الغذائية في كل الأسواق. أما السوق في السودان وبفضل موقعه الجغرافي الفريد فإن معابر خروج السلع الي الأسواق العالمية مفتوحة ومترامية مما يسهل حركة البضائع من مواقع الإنتاج الي مناطق الاستهلاك في دول الجوار، وإذا أخذنا جولة الجنوب تلك الدولة الوليدة والجار الملاصق للسودان التي تمثل سوقاً رائجاً ومضموناً ارتفاع أسهم التوزيع فيه خاصة في ظل حاجة السوق الجنوبي السوداني لنحو 170سلعة من السودان بما فيها الطوب والرمل، وكذلك تعود المستهلك الجنوب سوداني علي السلع السودانية والثقافة الغذائية الموحدة للمستهلك بمناطق الإنتاج (السودان) ومناطق الاستهلاك (جنوب السودان)وفي ظل وجود أكثر من الف كيلو متر من الشريط الحدودي الذي يربط ولايات النيل الأزرق والنيل الأبيض وسنار بدولة الجنوب مروراً بمحلية ابو حجار والدمازين وباو والكرمك، هذا الشريط الحدودي يمثل نقطة انطلاق للسلع كما ان معابر بوط وبلي والكرمك معابر مهمة لتفعيل حركة التبادل التجاري بين البلدين ويمكن ان تلعب دوراً مهماً في تجسير هوة العلاقات بين السودان وجنوب السودان ،غير ان الضلع الثالث للعملية الاقتصادية وهذا الطريق يتطلب الكثير من الجهد لرصفها وتعبيدها خاصة الطريق المؤدي الي معبر بوط ويربط السوق الجنوبي بالدمازين الذي يكون شبه منقطع خلال فصل الخريف خاصة في الفترة من يونيو حتى نهاية أكتوبر وهذه معضلة كبيرة يمكن ان تنسف مساعي عملية التكامل الاقتصادي والتجاري بين السودان والجنوب، وهمسنا اليوم قريباً من آذان وزارة النقل ووزيرها المهموم بقضايا الطرق د. أحمد بابكر نهار بضرورة الإسراع في مسألة تعبيد الطرق وتهيئتها إيذاناً بانطلاق عمليات التكامل علي أكمل وجه .