بقلم/ عبد المحمود نور الدائم الكرنكي في مطالع عام 1997م، في إطار الإستراتيجية الأمريكية تجاه السودان حدث العدوان الثلاثي وغزو السودان المتزامن من ثلاث دول جوار، جنوباً وشرقاً، حيث رحب (مرشحو رئاسيون) بالجيوش الأجنبية وأيدوها بالتصريحات التي تسبغ ثوباً سودانياً على دورها العسكري ضد السودان ودعمها التسليحي والقتالي واللوجستي والغذائي، لتغير نظام الحكم في السودان وإقامة النظام (الأمريكي) البديل . ذلك بينما انتشرت القوات المسلحة والدفاع الشعبي يدافعون عن السودان في جبهة شاسعة تمتد من قرورة وعقيق ومرافيت إلى الميل أربعين والكرمك وقيسان و (مينزا) حيث (المرشح الرئاسي) السيد عبد العزيز خالد الذي رأت مليشياته عياناً كيف بطشت مليشيات (السودان الجديد) تحت غطاء المدفعية الإثيوبية بالمواطنين في جنوب النيل الأزرق، كما شاهدت كيف سيكون أنموذج السودان الجديد العلماني الديمقراطي!. يقول (سيجموند فرويد) أن الإنسان قد تعرض إلى إذلال فلكي عندما أكتشف أن الأرض ليست مركز الكون، وإذلال بيولوجي عندما أوضح (شارلس دوران) أن الإنسان جده قرد، وإذلال سايكولوجي عندما أبان (فرويد) أن باعث مكارم الأخلاق والأفعال عند الإنسان هو غريزة الجنس. كذلك لإذلال السودان سياسيا وأهانته دولياً تحول (المرشح الرئاسي) السيد مبارك الفاضل إلى محطة تقوية تبث الدعاية المعادية غربية الصنع ضد السودان ضد السودان. حيث ظل ينفذ سياسة حزب الأمة بإطلاق التصريحات في التلفزيونات الغربية ضد حكومة السودان التي (تستخدم السلاح الكيمائي ضد المواطنين، وتمارس تجارة الرقيق). وقد أثنت البارونة كوكس خيراً على (المرشح الرئاسي)، حيث ذكرت في مؤتمر حاشد عقدته في لندن منظمة التضامن المسيحي الأصولية في عام 1997م، أن (المرشح الرئاسي) قد رافقها إلى السودان في احدي رحلاتها ل (تحير الرقيق)، حيث طلب من أعوانه عدم ممارسة الرق. أو كما المؤتمر، البارونة. كما شاهد المشاركون في المؤتمر، والذين زاد عددهم عن خمسمائة من كوادر منظمة التضامن المسيحي، شاهدوا (المرشح الرئاسي) السيد عبد العزيز خالد في فيلم مصور، يتناول زيارة البارونة كوكس إلى معسكر السيد عبد العزيز خالد في أريتريا، حيث زارته لتقديم الدعم. ثم على غرار صحافة (التابلويد) المثيرة كان أن عقد (المرشح الرئاسي) مبارك الفاضل لاحقاً مؤتمراً صحفياً صباح الأربعاء 30/ أبريل 1998م حيث حكي قصة من ابتكاره عن (طفلين سودانيين اختطفتهما حكومة السودان من المدرسة ودربتهما عسكرياً لمدة (3) أيام دفعت بهما إلى سعير الحرب حيث وقعا أسيرين في يد جيش الأمة للتجرير – الجناح العسكري لحزب الأمة. غير أن حزب الأمة في (بادرة إنسانية) قرار إطلاق سراح الطفلين). نشرت ذلك صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الصادرة بتاريخ 1/ مايو 1998م . من المناسب اليوم أن يحكي (المرشح الرئاسي) للناخبين بالصورة والقلم قصة الطفلين بحذافيرها، كما حكاها في أسمرا!. بعد أقل من عام على جلوسها في منزل السفير الأمريكي بكمبالا في 10/ ديسمبر 1997م، حيث اجتمعات ب (المرشح الرئاسي) السيد مبارك الفاضل و (المرشح الرئاسي) السيد عبد العزيز خالد، في مساء 19/ أغسطس 1998م، وقفت اولبرايت (يهودية من أصل تشكيكي) إلى جانب الرئيس كلنتون وهو يعلن على شاشات التلفزة الهجوم الصاروخي على السودان وتدمير مصنع الشفا بصواريخ توماهوك بينما وقف إلى الجانب الأخر للرئيس كلينتون وزير الدفاع وليم كوهين (يهودي أمريكي) وقد تناثر من حلوهم جنرالات البنتاجون بعلاماتهم العسكرية النحاسية والعصي الصغيرة يشرحون على الخرائط والرسومات الهجوم الصاروخي والهدف السوداني الذي تم تدميره. في أعقاب ذلك ظهر (المرشح الرئاسي) على شاشة قناة الجزيرة الفضائية يرحب بالهجوم الأمريكي على السودان ويؤيد تدمير مصنع الشفاء ويحرض على تدمير مدينة جياد الصناعية!. اذا كان (المرشح الرئاسي) السيد عبد العزيز يطلق على الجيش السوداني اسم (العدو) وأيضاً كذلك (المرشح الرئاسي) السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة، في البيان الذي أصدره الحزب، فان (المرشح الرئاسي) السيد مبارك الفاضل، اذا انتخب رئيساً، سيكون أول رئيس جمهورية يرحب بتدمير بلاده!. نقلاًً عن صحيفة الأحداث 22/3/2010م