"نعم كانت بيننا خلافات ولكننا لم نلجأ لطرف ثالث لحلها، وإنما حسمناها باتصالاتنا المباشرة.. لا توجد قبيلة في تشاد ما عندها طرف في السودان فلا غرابة أن يكون الرئيس ديبي مهتماً بالسلام في السودان..". هكذا تحدث الرئيس عمر البشير خلال اللقاء الذي جمعه بقاعة الصداقة أمس إلى التشادي إدريس ديبي في حضور فعاليات وجمهور من أبناء وقيادات إقليم دارفور بالمركز، ونوه البشير إلى أن تشاد ممثلة في رئيسها ديبي كان لها دور أساسي في كل الاتفاقيات والمراحل التي تمت بشأن السلام، ودعا رئيس الجمهورية إلى الشروع في خطوة تحقق السلام ليس في دارفور فقط، وإنما في جميع أنحاء الإقليم الأفريقي. وكذلك مضي ديبي خلال مخاطبته اللقاء إلى دعوة الحركات المسلحة التي ترغب في الالتحاق بركب السلام للاستجابة إلى دعوة الحوار، واعتبر أهالي دارفور سبباً للتفلتات الأمنية، وأكد أن المواطنين الدارفوريين هم الذين تسببوا في الخراب الذي حل بالمنطقة، وشدد على أن مسؤولية إصلاح ما تم تخريبه هي مسؤولية أهالي دارفور، وأشار إلى أن الأمن والاستقرار في ولايات دارفور يساوي أمن واستقرار تشاد. لكن مما لا ريب فيه أن ثمة قضايا أخرى ذات صلة بالأمن والسلام العام في كامل الإقليم الأفريقي المحيط بتشاد والسودان كانت أكثر إلحاحاً على أجندة الاجتماع بين الرئيسين مهما يكن اهتمام الرئيس التشادي بقضية الأمن والسلام في دارفور كبيراً. وهذا ما رشح عن اجتماع الرئيسين مساء أمس الأول، حيث بحث الجانبان إلى جانب العلاقات المشتركة، قضايا السالم والأمن في المنطقة. وقد جاء اجتماع الرئيسين في الخرطوم، بعد تداعيات خطيرة على صعيد المنطقة الأفريقية شديدة التأزم، فقد باتت الأوضاع الآن أكثر تعقيداً وقد اتسعت رقعة التوتر الأمني لتشمل دولة أفريقيا الوسطي وما يلقي ذلك من تأثيرات مباشرة على دولة تشاد وإقليم دارفور السوداني، وإذ سارعت فرنسا للتدخل العسكري في أفريقيا الوسطي فقد هدفت من التدخل إلى تجنب سيناريو نشوء منطقة ينعدم فيها القانون مفتوحة على كل أنواع العنف وتشكل قاعدة خلفية للجماعات الإسلامية، ومحاصرة الحريق ومنع حدوث فراغ أمني يزعزع الاستقرار في كامل المنطقة، لاسيما مع أهمية الموقع الجغرافي لأفريقيا الوسطي – بين الكاميرونوتشاد والسودان وجمهورية الكنغو الديمقراطية – إذاً فقد حملت توترات أفريقيا الوسطي تحدياً أمنياً كبيراً لتشاد من ناحية حدودها الجنوبية الممتدة بين البلدين فيما يشبه الحصار على الدولة التي لا تزال تعاني تداعيات أزمة دارفور جهة الحدود الشرقية التي تربطها بالسودان. وإذ كانت أفريقيا الوسطي ترتبط مع كل من السودان وتشاد ببروتوكول أمني لتأمين الحدود المشتركة، حيث تم بالخرطوم في مايو 2011م تنشيط البروتوكول العسكري بين السودان وتشاد وإشراك جمهورية أفريقيا الوسطي ضمن منظومة القوات المشتركة السودانية التشادية، فقد بات الاقتتال داخل تلك الدولة مهدداً لكلتا الجارتين – تشاد والسودان لا سما لدي بروز أصوات داعية لتقسيم أفريقيا الوسطي إلى دولتين كما كان قد هدد بذلك ضباط في جبهة سيليكا ووجهاء من المسلمين بتقسيم البلاد بين المسلمين والمسيحيين، منتقدين في الوقت نفسه انحياز القوات الفرنسية إلى جانب المسيحيين. إذاً .. فإن هذه التطورات كانت حاضرة ضمن أجندة اجتماع الرئيسين، إلى جانب مناقشة القضايا المشتركة بين البلدين وملف أزمة دارفور على نحو ما قالت مصادر قريبة. لكن لم ترشح معلومات حول نتائج المباحثات في هذا الشأن. نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية 25/12/2013م