دعا الرئيس السوداني المشير عمر البشير ، حزب المؤتمر الوطني الاحزاب السودانية كافة والحركات المتمردة في اقليم دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ، وكل مكونات الشعب السوداني المرحلة المقبلة لحواراً شامل وجدي ، تحقيقاً للسلام والتنمية المتوازنة المستدامة ، والعمل علي تمكين القطاع الخاص ، وذلك في اطار الجهود الرامية السلام والاصلاح الاقتصادي الكلي ، والتخفيف من حدة الفقر والبطالة وتوفير فرص العمل. وطالب الرئيس السوداني خلال مخاطبته الامة السودانية من قاعة الصداقة بالخرطوم مساء أمس الاثنين في مؤتمر صحفي حضره رورساء وممثلي الاحزاب السياسية السودانية - الموالية والمعارضة - ورجال السلك الدبلوماسي بالخرطوم ، ولفيف من الصحفيين والاعلامين ومراسلي القنوات العالمية ، طالبهم بالتهيؤ للمرحلة القادمة ، والترفع عن التعامل التكتيكي مع أمهات القضايا ، مؤكداً أن دعوته تشمل الحركات المسلحة شريطة أن تتخلى عن العنف. وأكد الرئيس السوداني أن الفعل السياسي ليس كله متعلق بالانتخابات ، وان هناك فضاءً واسعاً للحريات سواء أكانت فردية أو اجتماعية أو اقتصادية . وأقر الرئيس البشير بأن الصراع في دارفور والمنطقتين "ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق" يستدعي تصحيح رؤية السودانيين للهوية ، واضاف أن الواقع يتطلب اجتماع السودانيين. وقطع بأن الإصلاح ليس من أجل الحزب بل من أجل إصلاح وطني شامل. وقال الرئيس السوداني إن "ظروفاً" ساهمت في تأخير إعلان ما أسماه "الوثبة" ، منها الفترة الانتقالية بعد توقيع اتفاق السلام ، ثم انفصال جنوب السودان. مشيراً الي أن الانتظار فترة أخرى لم يكن خياراً جيداً "لأنه سيحيل طاقة الوثوب إلى طاقة غير مسددة" ، مشيراً الي ان الوثبة تتطلب اربعة مرتكزات لتصبح ممكنة ، وهي (السلام، المجتمع السياسي الحر، الخروج بالمجتمع السوداني من ضعف الفقر إلى أفق القوة المستطاعة، وإنعاش الهوية السودانية). وأكد الرئيس البشير أن وقف الحرب الأهلية خطوة لا بد منها ، وأن ترسيخ السلام ليس بالإجراءات فقط ، بل يتطلب إقبال الناشطين ، كما أنه يحتاج إلى جهد أكبر من التعارك ، وأضاف ان حزبه يرى أن وثبة السودان ليست ممكنة إذا استثنت حزباً أو قبيلة ، مؤكداً في ذات السياق علي أن المرحلة المقبلة تتطلب حواراً شاملاً وجدياً.