خاص/ سودان سفاري لولا ان القيادي الحركي البارز و المرشح لوالي ولاية الخرطوم إدوار لينو قدم (خدمة مجانية) غالية الثمن للناخبين السودانيين وأراحهم من عناء الاختيار ، حين قال بالحرف الواحد ان الفارق الوحيد بين فوز رفيقه عرمان المرشح الحركي الرئاسي بالرئاسة فى السودان ،و فوز مرشح الوطني الرئيس البشير هو أنه فى حالة فوز عرمان فان انفصال الجنوب السوداني سيكون (سهلاً و سلساً) ،و فى حالة فوز الرئيس البشير سيكون انفصالاً دموياً خشناً !.. لولا هذه الخدمة المجانية غير المسبوقة التى فتحت عيون وأذهان الناخبين السودانيين للعبثية السياسية الكبيرة التى تتعامل بها الحركة الشعبية حيال الاستحقاق الانتخابي لكان من الضروري ان تخضع مفوضية الانتخابات السيد لينو لمساءلة قضائية ، إذ أنه و بعيداً عن هذا التصريح المختل ،و الذى أغضب رفقائه أنفسهم فى الحركة ، فان لينو و دوناً عن أى مرشح آخر هو الوحيد الذي قال و بالحرف (إن الحركة الشعبية و مواطنوا الجنوب لن يرضوا بفوز الرئيس البشير بالرئاسة) ! و كان واضحاً – حتى لمن لا يملك عقل – أن لينو يرسل تهديداً واضحاً (غير مبطن) الى كل الناخبين السودانيين بأن هنالك (دماء) سوف تسيل لمجرد فوز البشير بالرئاسة . و يثور العجب هنا بشأن حصر لينو للأمر كله فى فوز البشير ، و هو ما يشير الى ان للرجل حسابات قاطعة توصل اليها أن فرص فوز البشير هى الراجحة ،و لهذا أراد (تخويف) السودانيين جميعهم من مغبة اختيارهم للرئيس البشير ، ربما ظناً منه ان السودانيين سوف ترتعد أوصالهم و ترتفع دقات قلبوهم و يتصببون عرقاً ثم يصوتوا لصالح مرشح الحركة للرئاسة و مرشحها لحكم ولاية الخرطوم! ولينو – بهذا الموقف المغرق فى السطحية- أثبت أنه لا يعرف عن طبيعة السودانيين شيئاً على الاطق . غير أننا لا نود المضي كثيراً فى هذا الاتجاه لأن جهل لينو بالسودانيين هذا يكفي ،و لكن من الجانب الآخر يحق لنا كمراقبين ان نعجب غاية العجب من أن يقوم مرشح لولاية باطلاق (نيران صديقة) على رفيقه المرشح للرئاسة حين يقول ان فوز عرمان لن يحول دون الانفصال ، فى الوقت الذى فيه يعتمد عرمان كل الاعتماد فى حملته الانتخابية على أنه (المهدي المنتظر لوحدة السودان) ! ذلك أن عرمان يراهن على انتخابه ثمناً لوحدة السودان حتى أنه تجرأ و طالب البشير بالانسحاب و إفساح المجال لهكخدمة جليلة يقدمها لضمان وحدة السودان . الآن لينو نسف حملة رفيقه عرمان و قطع بأن الانفصال قادم لا محالة سواء فاز عرمان أو البشير فقط الفرق فى السلاسة أو الدموية بحسب الفائز! و الأسوأ من ذلك أن لينو – بعد كل هذا القصف العشوائي الذى طال به حتى رفيقه عرمان ، واثق من الفوز كوالي لولاية الخرطوم! و لم يقل لنا حينها كيف سيكون الامر ، هل ستصبح الخرطوم تحت ولايته هو جزءاً من جوبا أم تظل هى الخرطوم المنفصلة عن الجنوب ؟