عمر جفتلي لم يعد خافياً على المواطن العربي أنه لولا الضعف والتفرق وتراجع العلاقات العربية العربية، لما كانت إسرائيل قادرة على تهويد الأرض والمقدسات وتحدي العرب والعالم بتعنتها في رفض قرارات الأممالمتحدة، وفي ممارساتها الاحتلالية الإرهابية العنصرية بحق الشعب الفلسطيني. ولعل من استمع إلى نتنياهو بالأمس وهو يهدد بقتل المزيد من الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، وضرب واعتقال كل من يعترض على مشروعاته الاستيطانية في الضفة الغربية وخاصة القدس التي أصرّ نتنياهو على أن الاستيطان في المدينة سيستمر حتى النهاية وأنه لا تغيير في السياسة الإسرائيلية تجاه القدس، لعل من استمع إلى ذلك، حتى في المجتمع الدولي، بات على قناعة تامة بأن حكومة التطرف العنصري في تل أبيب، إما أنها نسقت مواقفها مع الإدارة الأميركية وهذا الأرجح، وإما تحدت مطالب الرئيس أوباما، وفي كلا الحالين، لم توضح الولاياتالمتحدة حقيقة موقفها من التوسع الاستيطاني، ومن المستوطنات بشكل عام وهي التي تُبنى على أرض محتلة يُفترض أن تعود إلى أصحابها. إذاً.. لا رهان على عملية سلام ناجحة على الأقل في ظل حكومة التطرف التي يجاهر نتنياهو ومعاونوه برفضها، ولا رهان على أي إجراءات ثقة طلبتها واشنطن من الجانب العربي وليس الإسرائيلي المتعنت في ممارساته الاحتلالية العنصرية التهويدية، وليس من المقبول بعد الآن من أي طرف عربي إغماض عينيه عن حقيقة ما يجري في القدس على الأقل، بل على العكس المطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى، إبداء التمسك بالحقوق العربية بالقول والفعل والتركيز على المقاطعة العربية منعاً لأي اختراق إسرائيلي حتى ولو كان على المستوى الثقافي. إن معايير العدالة واضحة ومحددة، والعدل أساس الحياة والظلم أخطر ما يهددها، وليس هناك أشد ظلماً من العدوان ومفرزات هذا العدوان، وليس أشد ظلماً من الاسترخاء في مواجهة العدوان الإسرائيلي اليومي على القدس وعلى الإنسان العربي الفلسطيني بشكل عام. على هذه القواعد يُفترض تصويب اتجاه البوصلة العربية، وعلى هذه المعطيات الإسرائيلية العدوانية، يُفترض أن يبدأ النهوض العربي المقاوم للأنا الإسرائيلية المتضخمة بفعل الاسترخاء العربي أولاً وبفعل التواطؤ الدولي والأميركي ثانياً. ويبقى السؤال.. هل يكفي أن يكون الحق معنا لننام قريري الأعين؟ المصدر: تشرين السورية 29/3/2010