موسكو، كراسنويارسك (سيبيريا) - رويترز - قتلت مهاجمتان انتحاريتان 38 شخصا على الأقل، واصابتا 65 في عربتين مزدحمتين من مترو الانفاق خلال ساعة الذروة الصباحية امس، فيما أعلن الرئيس ديمتري مدفيديف ان بلاده «لن تتهاون» في اقتلاع الارهابيين. وتحدث شهود عيان عن حال من الفزع سادت محطتي المترو، اذ سقط الناس فوق بعضهم البعض وسط دخان وغبار كثيف فيما كانوا يتدافعون للهرب. وأمر مدفيديف بتعزيز اجراءات الأمن في أنحاء البلاد ووضعت المطارات في حال تأهب. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن أسوأ هجوم تشهده العاصمة الروسية منذ ست سنوات، ولكن رئيس جهاز الأمن الاتحادي الكسندر بورتنيكوف رجح أن تكون المفجرتان من شمال القوقاز الروسي، حيث تقاتل موسكو تمردا اسلاميا يمتد من الشيشان إلى داغستان والانغوش المجاورتين. انفجاران متتاليان وقع الانفجار الاول قبيل الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت غرينتش) في العربة الثانية من مترو كان متوقفا في محطة لوبيانكا القريبة من مقر جهاز الامن الداخلي الرئيسي (اف.اس.بي)، مما أدى الى سقوط 24 قتيلا على الأقل. وقالت متحدثة باسم وزارة الطوارئ بالهاتف، إن انفجارا آخر وقع بعد حوالي 40 دقيقة في العربة الثانية من مترو كان متوقفا في محطة بارك كولتوري مما أسفر عن وقوع ما بين 12 و14 قتيلا. وكان الزعماء الروس أعلنوا النصر في معركتهم ضد الانفصاليين الشيشان. ورغم انحسار العنف في الشيشان فإنه امتد وتصاعد في داغستان والانغوش المجاورتين ،حيث تتداخل الخصومات العشائرية مع العصابات الاجرامية والمتشددين الاسلاميين. أشلاء احدى المهاجمتين وقال رئيس بلدية موسكو يوري لوجكوف للصحافيين إن انتحاريتين نفذتا الهجومين. وفتح الادعاء تحقيقا بعد أن عثر خبراء الطب الشرعي على أشلاء احدى المهاجمتين. وذكر احد ركاب المترو في بارك كولتوري «كنت في وسط القطار حين دوى انفجار في العربة الأولى او الثانية.. شعرت بالذبذبات تتردد في جسدي. الناس كانوا يصرخون. وفي غضون دقيقتين تقريبا غطى الدخان كل شيء». وفي إشارة إلى الاتهامات التي توجه للقوات الروسية بالتصرف بوحشية ضد المدنيين في الشيشان، قال مدفيديف إنه يجب احترام حقوق الانسان خلال عمليات الشرطة. وهذا أسوأ هجوم تشهده موسكو منذ فبراير 2004 عندما قتل 39 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 100 في تفجير انتحاري داخل مترو. وألقي باللائمة على الانفصاليين الشيشان انذاك، ومن المرجح أن تتركز الشكوك على شمال القوقاز، حيث توعد زعيم المتمردين دوكو عمروف الذي يقاتل من أجل إقامة إمارة إسلامية تشمل المنطقة بالكامل، في 15 فبراير بأن ينقل الحرب الى المدن الروسية و«لن يقتصر الدم على مدننا وبلداتنا (في القوقاز)». بوتين يتوعد بالتصدي وامس توعد رئيس الوزراء فلاديمير بوتين بالقضاء على من يقفون خلف الهجومين. وقال في بداية مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مع كبار مسؤولي الطوارئ «ارتكبت جريمة مروعة في تداعياتها وبشعة في طريقتها». وأضاف بوتين قبل ان يقطع زيارته إلى مدينة كراسنويارسك في سيبيريا «انني على ثقة من أن أجهزة تنفيذ القانون لن تدخر جهدا لتعقب المجرمين ومعاقبتهم».