يبدو ان الاستعدادت في اجهزة المحكمة الجنائية الدولية ودوائرها المختلفة لانعقاد المؤتمر الاستعراضي في مايو المقبل في العاصمة الأوغندية كمبالا قد أخذت مناحي شتي تجاوزت مستوي تقارير الأداء وحصر الميزانيات الي ما يشبه البيان بالعمل عند جهاز المدعي للمحكمة فقد حملت الأنباء مساء أمس الأول ان المدعي العام للمحكمة لويس مورينو او كامبو قد توجه الي كينيا استعدادا لممارسة حقه في بدء التحقيق والاجراء تجاه بعض الجرائم التي رأي انها تدخل ضمن المواد القانونية المتعلقة باختصاص المحكمة وقالت التفاصيل ان تلك الجرائم التي لم يجدد مرتكبيها تشمل جرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية وما يهمنا تجاه هذا الخبر انه يشمل حقيقة كبري تتعلق بالمدعي العام نفسه الذي يمارس لأول مرة مثل تلك الاجراءات التي نص عليها النظام الاساسي في المادة 13 والتي تناولت سبل احالة الدعوي الي المحكمة الجنائية الدولية التي اقتصرت علي حالات ثلاث أولها الاحالة بواسطة الدولة الطرف والثانية بواسطة مجلس الأمن والثالثة التي نحن في صددها- الاحالة بواسطة المدعي العام. وتشوب هذه الخطوة من المدعي العام للمحكمة بعض الشكوك وكثير من الغموض وقدر لا حصر له من التساؤلات والتي أولها يتعلق بوضع دولة كينيا التي هي دولة طرف كان بمقدورها تحقيق تلك الاحالة دون تدخل من المدعي العام ثم يمتد الغموض والتساؤل الي وضع الجوار الذي يربط بين كينيا وأوغندا حيث تخطي الثانية بعقد المؤتمر الاستعراضي في عاصمتها بينما يتم الحاق الأولي بركب الدول المستهدفة من المحكمة الجنائية الدولية وعبر وسيلة قسرية واستفزازية لدولة كينيا التي لا اظنها سوف تسكت علي مثل ذلك التجاوز الا اذا كانت تلك الخطوات قد تمت نتيجة لصفقة أبرمت بينها وبين المحكمة. وتساؤل اخر ينبع من تلك الخطوة المريبة من المدعي العام يرتبط بما هو معلوم أن هناك قضايا أخري علي منضدة المدعي العام لم يحالفها التحريك أو مجرد التفكير في البت فيها مثل حالة كولومبيا التي ظلت رهن تلك المنضدة منذ زمن طويل لكن الأمر في تقديري يقتضي تدخلاً افريقيا مكثفا عبر الاتحاد الافريقي خصوصاً مفوضية السلم والأمن الافريقي لأن مثل ذلك التجاوز قد يطال دول افريقية اخري حينما تثبت الحقيقة التي تقول ان تلك المحكمة قد أوجدت لتكون سيفاً مسلطاً علي دول افريقيا وزعمائها وشعوبها. وفي يقيني ان تلك الخطوة ينبغي ان تكون مدخلاً لتعاون أكبر بين الدول الافريقية بقيادة الاتحاد الافريقي حتي يمكن مكافحة ذلك الاستهداف الذي يتخذ شتي الصور في تنفيذه... بلا حياء او خجل.! نقلا عن صحيفة اخبار اليوم السودانية 4/4/2010م