في يوم دام حيث استهدفت كبري مدن شمال غرب باكستان, شهدته خمسة انفجارات متتالية وطلقات نارية بالأسلحة الرشاشة القنصلية الأمريكية في مدينة بيشاور الباكستانية مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم أربعة مهاجمين , وذلك بعدمرور ساعات قليلة علي اعتداء انتحاري أوقع ما لا يقل عن143 قتيلا ومصابا شمال موقع الانفجارات. وقال المتحدث باسم الشرطة الباكستانية غلام حسين إن الهجوم شنه ما بين10 و15 مسلحا وصلوا إلي المدينة علي متن شاحنتين, مؤكدا أن هدفهم كان القنصلية الأمريكية في بيشاور. وأضاف حسين احد المهاجمين فجر شحنته الناسفة عند مدخل القنصلية, وفتح رجال الشرطة النار علي المهاجمين, موضحا أن هذا الهجوم تلاه عدة تفجيرات. وقال الوزير المحلي بشير احمد بيلور- في حديث لشبكات التليفزيون الباكستانية- إن المهاجمين وصلوا علي متن شاحنتين وكانوا مدججين بالاسلحة. وأكد أن المسلحين فشلوافي دخول القنصلية وأن الوضع الآن تحت السيطرة, مؤكدا نجاح رجال الأمن في قتل أربعة من المهاجمين و أن الجيش يطوق المنطقة, وعرضت شبكات التليفزيون مشاهد يظهر فيها عمود من الدخان الكثيف يتصاعد فوق حي عسكري في بيشاور يضم القنصلية الأمريكية. وفي ضوء ذلك, أعلنت متحدثة باسم السفارة الأمريكية في إسلام آباد أن تفجيرات بيشاور استهدفت القنصلية الأمريكية.وقالت المتحدثة ارييل هاورد يمكننا أن نؤكد أن هجوما استهدف منشآت قنصلية الولاياتالمتحدة في بيشاور, لكنها لم تشر إلي وقوع أية خسائر مادية أو بشرية. وذلك في نفس الوقت الذي أعلنت فيه حركة طالبان مسئوليتها عن الهجوم علي القنصلية الأمريكية. وتقع بيشاور علي مقربة من المناطق القبلية حيث يخوض الجيش معارك ضد عناصر طالبان المتحالفين مع القاعدة والمسئولين عن موجة عمليات انتحارية وهجمات مسلحة أوقعت نحو3200 قتيل في جميع أنحاء البلاد منذ ما يزيد علي سنتين ونصف السنة. جاء ذلك في الوقت الذي استهدف فيه هجوم انتحاري تجمعا انتخابيا في دير السفلي ببيشاور أسفر عن مقتل43 شخصا وإصابة100 آخرين معظمهم في حالة حرجة. وهاجم الانتحاري تجمعا لحزب أوامي الوطني, وهو الحزب السياسي العلماني الذي يسيطر علي الحكومة والبرلمان في الولاية الشمالية الغربية الحدودية. وفي الوقت ذاته, أحرق عناصر من طالبان في غرب باكستان ثماني شاحنات صهاريج فارغة عائدة من أفغانستان حيث تسلم الوقود إلي قوات الحلف الأطلنطي(الناتو) في منطقة زخا خيل في منطقة خيبر القبلية. وذكرت السلطات المحلية أن عشرات المسلحين هاجموا ليلا مستودعا للوقود, مشيرة إلي أن الشاحنات تابعة لشركات خاصة باكستانية وكانت عائدة للتو من أفغانستان حيث سلمت الوقود إلي قوات ايساف الدولية التابعة للناتو. وأشار مسئول محلي إلي أن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات إذ كانت الشاحنات خالية عند وقوعه, ناسبا العملية إلي حركة طالبان. يذر أن ممر خيبر الجبلي الحدودي هو المعبر الرئيسي إلي أفغانستان وغالبا ما تسلكه قوافل تحمل امدادات إلي القوات الدولية التي تقاتل عناصر طالبان في الجانب الآخر من الحدود. وعلي صعيد آخر, يتناول الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في خطابه المهم الذي يوجهه خلال ساعات إلي الجلسة المشتركة للبرلمان برئاسة رئيسة الجمعية الوطنية فهميدة ميرزا أولويات الحكومة إزاء التنفيذ السلس لما تم التوصية به في حزمة الاصلاحات الدستورية. وسوف تنعقد هذه الجلسة المشتركة للجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ بموجب الدستور ايذانا بالبداية الرسمية لعام برلماني جديد, كما ستنعقد في ظل وضع مختلف يتهيأ فيه المجلسان لبدء جلساتهما اليوم للنظر في اصلاحات دستورية فارقة لاستعادة نظام برلماني حقيقي للحكم في البلاد و إنجاز ماينتظر أن تكون ثورة برلمانية. وعلي صعيد آخر, أقرت القوات الدولية أنها قتلت خطأ ثلاث نساء خلال عملية فاشلة في فبراير الماضي في جنوبأفغانستان. وذكر حلف شمال الأطلنطي( الناتو) في بيان أننا نأسف جدا لما آلت إليه تلك العملية ونتحمل مسئولية تحركاتنا وندرك أن عائلاتهن ستتحسر علي تلك الخسائر إلي الأبد. وأفادت صحيفتا نيويورك تايمز الأمريكية وتايمز البريطانية أن عناصر من القوات الخاصة الأمريكية نفذت العملية ثم أخرجت الرصاصات من جثث الضحايا في محاولة لإخفاء سبب وفاتهم.وردا علي سؤال في هذا الشأن لم يؤكد الحلف الأطلنطي هذه المعلومات ولا جنسية الجنود الذين نفذوا العملية. وفي برلين, تعهد وزير الدفاع الالماني بفتح تحقيق شامل في حادث مقتل6 جنود أفغان علي سبيل الخطأ علي أيدي القوات الألمانية العاملة في افغانستان. وذكر تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن الجيش الألماني كان قد اعترف بأن قواته قتلت الجنود الأفغان عن طريق الخطأ, حيث أوضحت القيادة المركزية الألمانية أن قواتها فتحت النار علي حافلتين مدنيتين عقب رفضهما الانصياع لأوامر الجنود الألمان بالتوقف, فيما تبين بعد ذلك أن مجموعة من الجنود الأفغان كانوا علي متن الحافلتين. ومن جانبه, حث وزير التنمية الألماني ديرك نيبيل الرأي العام في المانيا علي إبداء تفهمه ودعمه لقوات بلاده المنتشرة في أفغانستان لاسيما بعد وقوع هذا الحادث المؤسف. ومن ناحية أخري, ذكرت وسائل إعلام يابانية نقلا عن مصادر في حركة طالبان أن صحفيا يابانيا فقد الأسبوع الماضي في افغانستان محتجز لدي المسلحين في شمال البلاد. وذكرت وكالة جيجي استنادا إلي أحد قادة طالبان لم تذكر اسمه أن الصحفي المستقل كوسوكي تسونيوكا(40 عاما) محتجز لدي مجموعة من عناصر طالبان في إقليم شاردارا بولاية قندوز الشمالية. المصدر: الاهرام 6/4/2010