قال أطباء، أمس إن عدد قتلى المعارك العنيفة بين الجيش الليبي ومتشددين إسلاميين في مدينة بنغازي في شرق البلاد ارتفع إلى 18 شخصاً، بينهم خمسة جنود. وأضاف الأطباء أن حوالي 30 شخصاً أصيبوا في الاشتباكات التي بدأت عند الفجر. وقال سكان إن متشددين من جماعة "أنصار الشريعة" هاجموا معسكراً للجيش، ما أدى إلى اندلاع قتال في عدة أجزاء بالمدينة الساحلية، بحسب ما نقلت وكالة رويترز، وقالت مسؤولة ليبية إن 16 شخصا على الأقل بينهم 11 عسكريا قد قتلوا وجرح 26 آخرون فجر أمس في الاشتباكات. وقالت مديرة مكتب الإعلام في مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث فاديا البرغثي إن "المستشفى استقبل حتى الآن تسعة قتلى بينهم ستة عسكريين وخمسة عشر جريحا معظمهم من العسكريين ولكن بينهم مدنيون". من جهته قال مدير مكتب الإعلام في مركز بنغازي الطبي خليل قويدر أن "المركز تلقى جثث سبعة قتلى بينهم اثنان مدنيان إضافة إلى أحد عشر جريحا إصاباتهم متفاوتة الخطورة". وأضاف أنه "من بين القتلى المدنيين امرأة أصيبت بطلق مضاد للطيران في بيتها بمنطقة الكيش، ونجل مدير مركز بنغازي الطبي الدكتور فتحي الجهاني الذي قتل جراء إصابته بشظايا قذيفة صاروخية سقطت على منزله فجر الإثنين". وقال العقيد طيار سعد الورفلي، آمر قاعدة بنينا الجوية، إن "اشتباكات عنيفة تجري بين الجيش ومجموعات من كتائب الثوار السابقين في محيط معسكر الكتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة قاريونس بجانب الجامعة وسط مدينة بنغازي"، بحسب "فرانس برس". وأوضح الورفلي أن "قوات من كتيبة شهداء 17 فبراير وسرايا راف الله السحاتي، إضافة إلى تنظيم أنصار الشريعة وقوات درع ليبيا هاجموا في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين مقر الكتيبة 21 وحاصروا بداخله الجنود وقصفوهم بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، مما خلف عددا من القتلى والجرحى". من جهتها قالت مديرة مكتب الإعلام في مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث، فاديا البرغثي، إن "المستشفى تلقى في الساعات الأولى من صباح أمس ستة قتلى عسكريين وأكثر من عشرة جرحى" كحصيلة أولية للاشتباكات. وسمع دوي الانفجارات بشكل متواصل، وشوهدت طائرات ومقاتلات سلاح الجو الليبي تحلق في محيط الاشتباكات وفي مناطق متفرقة من مدينة بنغازي، بحسب مراسل وكالة "فرانس برس". وقال الورفلي إن "مقاتلات قاعدة بنينا وقاعدة طبرق الجوية ستنفذ ضربات قاسمة" لمن وصفهم ب"الإرهابيين"، لافتاً إلى أن "المعارك ستستمر حتى تطهير البلاد منهم" على حد قوله. ودعا الورفلي إلى "ضرورة ابتعاد المدنيين والسكان من المناطق الساخنة فور وقوع الاشتباكات، لأن الرد على مصادر النيران سيكون عنيفاً". وليل الأحد قصفت قوات من الجيش مزرعة الفريق الراحل أبوبكر يونس جابر، قائد أركان قوات نظام العقيد معمر القذافي، في منطقة الهواري ومزارع أخرى في منطقة سيدي فرج والقوارشة في ضواحي مدينة بنغازي، وقال الجيش إن هذه المزارع تتخذ "أوكاراً للجماعات الإرهابية". وكان ثوار سابقون قالوا إن مقاتلات في سلاح الجو التابع لقوات اللواء خليفة حفتر نفذت الأحد ثلاث غارات جوية على أهداف لكتائب الثوار في مدينة بنغازي، لكن غارتين أخطأتا أهدافهما وأصابت مواقع مدنية سقط على إثرها جريحان. واشتباكات أمس هي الأعنف في مدينة بنغازي منذ سقوط نظام القذافي في عام 2011. إلى ذلك قالت مصادر عسكرية إن "أرتالاً عسكرية خرجت من المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني". وكان اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر شن في 16 مايو الماضي حملة عسكرية أطلق عليها "عملية الكرامة" ضد ما وصفها بالمجموعات الإسلامية "المتطرفة" خصوصاً في بنغازي والتي اعتبرها "إرهابية". وحظيت هذه الحملة بدعم العديد من الوحدات العسكرية على رأسها سلاح الجو والقوات الخاصة والصاعقة كما أيدها عدد كبير من الأهالي. إلى ذلك قالت مصادر عسكرية إن "أرتالا عسكرية خرجت من المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني باتجاه مواقع الاشتباكات". ووفقا لمراسل فرانس برس فإن دوي الانفجارات توقف سماعه نسبيا ظهر أمس فيما سمعت أصوات الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بشكل متقطع في أماكن متفرقة من المدينة. المصدر: الراية القطرية 3/6/2014م