بانغي- سيلفستر كروك – الأناضول: اجتمع اليوم مسؤولون من السيليكا (ائتلاف قوى سياسية وعسكرية مسلمية) بنظرائهم من الأنتي بالاكا (ميليشيات مسيحية) في لقاء مغلق على إثر وساطة من المنظمة الحقوقية غير الحكومية "باريتو" (منظمة حقوقية في إفريقيا الوسطى)، فيما شهد اللقاء "مصافحة تاريخية" بين شقي الصراع. وشهدت نهاية اللقاء، تصافح قادة السيليكا مع نظرائهم من الأنتي بالاكا وسط عناق متبادل من مسؤولي الحركتين أمام دهشة جنود الميسكا (بعثة دولية لدعم إفريقيا الوسطى)، الحاضرين لأغراض أمنية خارج موقع اللقاء، بحسب ما عاينه مراسل الأناضول. ومثّل الأنتي في اللقاء وفد من التنسيقية السياسية للميليشيا المسيحية قاده "إدوارد باتريس نغيسسونا" المنسق العام للأنتي بالاكا، فيما مثل السيليكا وفد يقوده "عبدولاي حيسان" المنسق السياسي للمكتب السياسي المؤقت. ويعتبر هذا اللقاء الثاني من نوعه بعد لقاء يوم السبت الماضي بين الجانبين. وأشار "بيني ديوغو كوياتي" وسيط ال"باريتو" وممثل رئيس وسيط أزمة إفريقيا الوسطى للوكالة الأناضول إلى أن اللقاء كان يهدف إلى تبادل الاعتراف من كلا الطرفين بالأخطاء التي تم ارتكابها. وقال "كوياتي": "أهم شيء اليوم هو اعتراف كل طرف بالخطأ الذي ارتكبه في حق السكان. هناك رغبة في الذهاب نحو الحوار ولا سيما طلب العفو المتبادل أولا ثم طلب العفو من الشعب". ومن المنتظر أن يجمع لقاء آخر بين مسؤولي الحركتين يتم خلاله إنشاء لجنة تفكير ثنائية بين السيليكا وأنتي بالاكا، بحسب "كوياتي" للأناضول. هذا، ونصت قواعد اللقاء على عدم إدلاء مسؤولي التنظيمين بأي تصريح لوسائل الإعلام. وانحدرت أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، في مارس/ آذار من العام الماضي، إلى دوامة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا"، ذات الغالبية المسلمة، بالرئيس فرانسوا بوزيزي، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب في عام 2003، ونَصَّبت بدلاً منه المسلم "ميشيل دجوتويا" كرئيس مؤقت للبلاد. واضطر الآلاف من المسلمين إلى الرحيل عن ديارهم داخل إفريقيا الوسطى ونحو بلدان الجوار هربا من الانتهاكات المرتكبة ضدهم من قبل ميليشيات الأنتي بالاكا. المصدر: رأي اليوم الالكترونية 17/6/2014م