قال الرئيس السوداني عمر البشير، إن من يتصور أن الحرية تعني الفوضي أو إن الحريات السياسية دون قيود مخطئ وواهم ، وتحدى من يثبت أن قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن السوداني ارتكبت تجاوزات بمسارح العمليات العسكرية ضد المتمردين. وقال البشير في لقاء صحفي إن على الصحافة السودانية تسليط الضوء على تضحيات وإنجازات القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وجهودها في تأمين الوطن بدلاً من التشكيك فيها والنيل من عزائم أفرادها. وقال البشير في أول تصريح صحفي له منذ خضوعه لعملية جراحية لتغيير مفصل الركبة في الأسبوع الثاني من شهر مايو المنصرم، إن مصالح السودان العليا وأمنها القومي هو السقف الذي تنتهي عنده حرية أي فرد مهما علا شأنه ، وأضاف البشير "هذا هو المبدأ المعمول به في كل بلدان العالم ولن نكون استثناءً"، محذراً من المساس بالقوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى كافة التي تبذل المهج والأرواح لتأمين السودان. وتحدى البشير كلَّ من يُثبت أن قوات الدعم السريع ارتكبت تجاوزات منذ بدء عملها في دارفور، وأردف قائلاً "يكفي أن أول وحدة من هذه القوات تبدأ عملها في أي منطقة تصل إليها هي الوحدة الطبية التي تقدِّم خدماتها التشخيصية والعلاجية للمواطنين دون مقابل على طول مسار حركة وتنقل تلك القوات". وقال البشير "هذا هو الوجه الإنساني الذي لا تعرفونه ولا تريدون معرفته"، وتابع "إسألوا عن عدد الأمهات والمواليد الذين أنقذهم الأطباء المرافقون لقوات الدعم السريع عبر العمليات القيصرية التي أجروها هناك". وفيما يتعلق باعلان في الصحافة المحلية في وقت سابق عن محاكمة 300 فرد من الدعم السريع، أجاب البشير "كل التجاوزات المنسوبة لأفراد من هذه القوات كانت في ولاية شمال دارفور، وقد وقعت في ظروف معلومة للقيادة وهي كلها قيد الإجراءات القانونية الآن". وقال البشير "لو زار الصحفيون المشافي العسكرية وشبه العسكرية في الخرطوم فقط لا خارجها لأدركوا حجم التضحيات التي يقدمها أفراد قواتنا في سبيل تأمين الوطن والتصدي لكلِّ محاولات النيل من استقراره والانتقاص من سيادته". وختتم الرئيس السوداني حديثه متسائلاً "لماذا تخلو صحافتنا من مراسلين عسكريين مؤهلين وقادرين على الوصول إلى مناطق العمليات العسكرية لعكس ما يدور فيها للرأي العام السوداني".