قصفت مجموعة من الجبهة الثورية تحمل مدفع هاون 120 الأسبوع الماضي مدينة كادوقلي في ولاية جنوب كردفان مما أدي إصابة 3 أطفال إبرياء، وهي ليست الحادثة الأولي ولا الثانية، فقد اعتادت الجبهة الثورية علي قصف كادوقلي تحدياً دون غيرها، وأرجع الخبراء العسكريون ذلك التصرف إلي أن الجبهة الثورية متمكنة من المنطقة ولها علم بها أكثر من الحكومة، بينما فسرها البعض الآخر بأنها ضعف من الحركة الشعبية – قطاع الشمال – بعد تكبيدها من الجيش والقوي الأمنية خسائر فادحة وأضعافها وكسر شوكتها، وأن قصفتها لكادقلي "فرفرة مذبوح" ليس إلا، وأنها عبارة عن فرقعة إعلامية. يقول الخبير الأمني عميد معاش حسن بيومي، إن مدينة كادقلي لديها وقع خاص لدي الجبهة الثورية، وتوجد فيها قيادة الجيش وفيها مقر الوالي والحكومة، لذلك تتعمد كل مرة الحركة قطاع الشمال قصفها. وأضاف بيومي في حديثه ل "التغيير" يبدو أن الجبهة الثورية متمكنة من المنطقة، وهي محيطة بها وذات علم بها أكثر من الحكومة، لأنها منطقة وعرة وتحتاج لدراية أكثر. ويوضح بيومي أن العمل الاستخباراتي يحتاج إلي مزيد من التقنين. لكن العميد معاش صلاح كرار يري أن حركات التمرد أو حرب العصابات تعتمد في حربها علي الأفعال ذات البعد الإعلامي ولا تعمل بسياسات العمل العسكري المعروف فتلجأ إلي مثل هذه الأعمال. ويتفق كرار في حديثه ل "التغيير" مع بيومي في أن هذه الولاية تمثل حاضرة الحكومة، وليس هنالك مدينة سقطت بحرب قذائف فلابد من المواجهة بالقوات البرية. وبعد كرار مثل هذه الأفعال عبارة عن نقطة ضعف من الجبهة الثورية وتحسب عليها، وهي تريد بهذا أن تقول للعالم إنها لا تزال موجودة. ويتابع كرار: هذا القصف بالهاون يمكن أن يتم من أماكن بعيدة ويمكن كذلك أن يروح فيه مواطنون أبرياء، ويمكن أن تتم مثل هذه الأعمال من قبل شخص واحد يمكنه قصف مدينة، لهذا لا يعد هذا الفعل عملاً ضخماً للحركة وإنما هو عمل بسيط ولا يحتاج إلي مجموعة كبيرة أو مجهود كبير. ويصف كرار ما قامت به الجبهة الثورية بأنه "فرفرة مذبوح" وذلك بعد تكبيدها هزائم عديدة وكسر شوكتها من قبل الجيش وقوات الدعم السريع، وعد ما قامت من الأعمال العشوائية يمكن أن يروح ضحيتها المواطنون الأبرياء، ويقول كان أجدي للجبهة إرسال قوات "كوماندس" أو فرق انتحارية وهي "فرق لا ترجع" فلو أرسلوها كانت ستكون ذات أثر قوي، ولكن لأن الحركة تعلم مدي قوة القوات المسلحة فإنها ليس لديها سوي إرسال مثل هذه القذائف تحديداً. ويشير كرار إلي أن هذه المنطقة تتعمدها حركات التمرد لأنها ذات أهمية تكتيكية وأهمية تعبوية وأهمية إستراتيجية. ويضيف أن القوات المسلحة لن تقف مكتوفة الأيدي، وسوف تقوم بتحديد المكان الذي تطلق منه القذائف وتقوم بإجراءات تمنع مثل هذه التفلتات. غير أن الخبير الأمني الفريق أمن الفاتح الجيلي المصباح، يري أن ولاية جنوب كردفان ومدينة كادقلي تحديداً لأنها حاضرة الولاية تريد الجبهة الثورية من خلال ضربها هز الثقة في المواطنين والطريق لهذا هو الإعلام. وكشف المصباح ل"التغيير" أن الهدف من القصف المستمر لهذه المنطقة هو عدم نسيان قضيتهم وتحقيق أهدافهم ومعرفة الإعلام الخارجي بهم، وأنهم يريدون إخبار العالم الذي يدعمهم بأنهم موجودون ولا يزال لهم مكان. وما بين تكرار القصف علي كادوقلي وعمليات الصيف الساخن، يظل مواطنو جبال النوبة في دائرة مفرغة من مسلسل الرعب اللا منتهي، تراودهم أحلام السلام ويحدوهم الأمل ببزوغ شمس يوم يتلاشي فيه دوي "الكاتيوشا" ليحل مكانه دوي طبول البقارة، وصافرات رقص القبائل النوبية في ربوعهم الخضراء. نقلا عن صحفية التغيير 6/7/2014م