تم تمديد فترة الاقتراع ليومين اضافيين لتمكين الناخبين من الادلاء بأصواتهم في أكبر عملية اقتراع تشهدها البلاد في تاريخها يشارك فيها ستة عشر مليون ناخب وتنتهي المهلة الاضافية يوم الخميس ومع ذلك فان سير عملية الاقتراع حتي الان يبدو طيبا ومكذبا لادعاءات الأحزاب التي قاطعت الانتخابات وبشهادة الاف المراقبين الأجانب والمحليين الذين يتابعون هذه الانتخابات عن كثب ويرصدون كل صغيرة وكبيرة فيها ولا توجد غير الأخطاء الفنية والادراية التي اعتبرها المراقبون طبيعية وعادية لأي انتخابات في الدنيا. ودائما ما تثير الانتخابات الجدل العنيف حتي في بلاد الديمقراطيات العريقة كالولايات المتحدةالأمريكية والبلدان الأوروبية والهند التي توصف بأنها أكبر ديمقراطية في العالم واليابان وتلازم مثل هذه الأخطاء الفنية والادراية عمليات الانتخابات في العام كله لكن يتم تدراكها بسهولة ويسر وسلاسة وتستمر عمليات التصويت ولا تثير مثل هذه الأخطاء ثائرة احد الا اذا ثبت بالفعل أن هناك تزويراً أو انتهاكات واضحة وصريحة. ومن واقع التجربة العملية التي شاركنا بالرأي فيها الأخ العزيز الدكتور مالك عبد الله المهدي استاذ علوم المستقبليات بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا وهو لا ينتمي لأي حزب سياسي ويسعد باستقلاليته الفكرية والسياسية.. أن جملة ملاحظات مهمة يجب أن تقال بشأن الحديث عن تزوير او انتهاكات سافرة وتتخلص في الاتي بعد أخذ اراء من بعض المراقبين الدوليين والخبراء في شأن الانتخابات.. يصعب التزوير خلال عملية الاقتراع لدقة الاجراءات المتبعة ونظامها ويشكل وجود المراقبين الدوليين والمحليين والشبكة الوطنية لمراقبة الانتخابات ووكلاء الأحزاب المشاركة والمرشحين عاملا عاصما من ذلك خلال ساعات الاقتراع أو بعد اغلاق مراكز التصويت التي لا يحرسها رجال الشرطة فقط بل يمتد الأمر الي امكانية امتداد المراقبة الدائمة لحراسة الصناديق لمن يشاء من الوكلاء والمراقبين. الأخطاء الفنية والادارية التي حدثت أكثرها في عملية توزيع بطاقات الاقتراع من مركز الي اخر أو تأخير وصول هذه البطاقات لكن لا توجدي أخطاء كبيرة وأساسية في السجل الانتخابي فالبيانات اغلبها صحيح ولم تسقط أسماء كثيرة مما يؤكد أنه يمكن تلاقي أي حالات من هذا النوع اذا ثبت وجودها. ثبت أيضا من التقصي والبحث وافادات المفوضية أن الأخطاء الطباعية في بطاقات الاقتراع كانت في المطبوع منها خارج البلاد في بريطانيا وجنوب افريقا وتم الاستعاضة عنها بالمطبوع في مطبعة العملة مما يؤكد صحة ما ذهبت اليه المفوضية في ذلك ويدحض حجة أحزاب المعارضة التي كانت تري الطباعة في مطبعة العملة عملا شائناً وغير دقيق. الافتراض بأن المؤتمر الوطني سيكون حريصا علي تزوير الانتخابات افتراض مبالغ فيه وغير صحيح لسبب واحد وهو جاهزية هذا الحزب للانتخابات وعمله المنظم في جلب جماهيره وتحريضها علي التصويت ودقة تنظيمه لعملية نقل الناخبين وتسهيل مهامهم فكيف لحزب بدا عمليا أقرب للفوز أو واثق منه. ان يلجأ للتزوير لافساد نجاحه في الانتخابات وفق المعايير الصحيحة التي تجري بها فالصحيح أن المؤتمر الوطني سيكون اكثر الأحزاب حرصا علي عدم حصول أي عمليات تزوير ومخالفات حتي تنتهي هذه الانتخابات ويتوج فائزاً فيها.. والحقيقة أنه في كل مراكز الانتخابات لا تجد غير منسوبي هذا الحزب بمختلف القطاعات يعملون بدأب والتزام حزبي صارم من اجل ضمان الفوز عقب عمليات الاقتراع والفرز... وهنا لابد من ملاحظة مهمة أن الهدوء الذي شهدته العملية الانتخابية واستمرارها بنجاح وتدفقات كبيرة للناخبين يحسب لصالح هذا البلد ولتجربة ولن تكون خصما عليه فكل المراقبين يتحدثون عن الدرجة الرفيعة لوعي الشعب السوداني وحرصه علي حريته وممارسة حقه الدستوري وقدرته علي التكييف السريع للتطورات السياسية الجارية في بلده وعدم وجود عصبيات وتشنجات مناطقية وعرقية وطائفية وحزبية في الصراع السياسي المفتوح.. ستكون هذه الانتخابات علامة مضيئة في تاريخ البلاد اذا اكتملت العملية بنجاح وتم اعلان النتائج وربح هذا الشعب خياره الديمقراطي.. نقلا عن صحيفة الأنتباهة السودانية 13/4/2010م