حملت صحف الخرطوم تصريحات رئيس حركة تحرير السودان – المتمردة في دارفور وإحدى فصائل الجبهة الثورية المسلحة – مني أركو مناوي الذي كان قد وقع من قبل على إتفاقية أبوجا للسلام مع الحكومة السودانية قبل ثماني سنوات، حيث شن أركو الذي وصل من قبل منصب مساعد رئيس الجمهورية قبل أن يترك القصر الجمهوري ويخرج متمرداً من جديد، شن هجوماً عنيفاً على إعلان باريس الموقع بين الجبهة الثورية التي ينتمي إليها وحزب الأمة القومي الذي كان تنتمي إليه معظم القيادات المؤسسة لحركته قبل أن تحمل السلاح، وقد لخص مني رأيه في الإعلان بقوله : (إن إعلان باريس لا يساوي الحبر الذي كتب به) وهذا يعني بالضرورة وجود حالة من الخلاف بين مكونات الجبهة الثورية وحزب الأمة، ثم وجود خلافات داخل معظم الفصائل، فكيف يلتقي الصادق المهدي موقعاً على إتفاق مع الجبهة الثورية وإبن عمه نصر الدين الهادي المهدي القيادي بالثورية والذي كان المهدي قد شن عليه هجوماً عنيفاً كونه موقعاً باسم حزب الأمة على ميثاق الفجر الجديد في كمبالا بل تبرأ من تمثيله للحزب في الوقت الذي جاء الصادق المهدي بنفسه الى باريس ليوقع على الإعلان مع الثورية؟ السؤال الأكثر إلحاحاً : أيهما يمثل حزب الأمة في تحالفه مع الثورية : الصادق المهدي أم نصر الدين المهدي؟ أو ما هو مصير نصر الدين المهدي في قيادة الجبهة الثورية إذا كان حزب الأمة متحالفاً معها ومعبراً عن وجوده معه برئيسه مباشرة؟ ومثلما يختلف نصر الدين مع الثورية في وجود الصادق في أي محمل ويعلن مقاطعته للقاء الثورية مع الوسيط الأفريقي في أديس إذا كان الصادق المهدي ضمن الحاضرين، فإن مني أركو مناوي أيضاً أعلن عن مقاطعته اللقاء التشاوري بسبب موقفه من إعلان باريس في وقت رشحت فيه أخبار عن موافقته المبدئية بالإنضمام إلى الحوار الوطني، ما يعني وجود استقطاب حاد، فمني الذي ينتمي إلى قبيلة الزغاوة التي قادت بدافع من الرئيس التشادي إدريس دبي ملتقى أم جرس لإحلال السلام في دارفور تريد أن يكون لآلية أم جرس نجاحاتها في إحلال السلام في دارفور وفي إنجاح الحوار الوطني لتصحيح بعض الأوضاع المفقودة إثر تمرد دارفور، فيما أعلن أبو القاسم إمام الذي صالح من قبل ووصل منصب والي لولاية غرب دارفور أيضا مقاطعته للقاء أديس التشاوري مع آلية الاتحاد الأفريقي التي يقودها أمبيكي. حاشية : إن الذين ذهبوا إلى لقاء أديس التشاوري من الجبهة الثورية، سيجدون عصا أمبيكي مرفوعة للدخول في الحوار الوطني لقناعته الراسخة بقيمة الحوار الوطني عموماً والمجتمعي على وجه الخصوص، والذين قاطعوه مثل مني أعلنا عن ترحيبهم بالحوار، والذين غادروا مائدة الحوار مثل حزب الأمة أصبحت المصادر تتحدث عن قرب عودتهم إلى الحوار، وهذا يعني أن القاعدة الأساسية في المشهد السياسي السوداني هي (الحوار الشامل من أجل الحلول الشاملة للقضايا الكلية) وقد خيرت كل القوى السياسية والمتمردة لتختار فأصبحت محتارة بين رفض يسلبها سلاها ومبررات وجودها ومقومات خطابها السياسي، وبين قبول يفقدها المبادرة والمناورة السياسية، والبيابا الصلح ندمان. نقلاً عن صحيفة الرأي العام 31/8/2014م