بعد انتظار طويل علي المدي البعيد.. وبعد تأجيلات متعاقبة علي المدي القصير تم بحمد الله افتتاح الطريق البري "اشكيت قسطل" كأحد الاحلام المشتركة التي ظل شعب وادي النيل يتطلع لبلوغها منذ أمد بعيد، اذ ظلت العلاقات السودانية المصرية حاضرة في أحاديث وتصريحات المسؤولين في البلدين علي مختلف الحكومات والحقب في قطبي وادي النيل شماله وجنوبه. الرئيس الاسبق جمال عبد الناصر.. كان معولاً علي القوي الاقتصادية والاستراتيجية التي يمكن أن يحققهها تعاون البلدين علي الاصعدة كافة.. كان عبد الناصر يحب الخرطوم التي كانت منصة لاحتواء نكسة يونيو 67 إذ جعلها نقطة انطلاق لتجاوز العديد من خلافاته مع بعض الملوك والرؤساء العرب عبر جودية سودانية قادها السودان عبر رئيس وزرائه وقتها محمد أحمد المحجوب ورعاية الزعيم اسماعيل الأزهري رئيس مجلس السيادة وقتها. وعلي أيام الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك والرئيس الاسبق جعفر نميري وقع بروتكول التكامل الشامل بين السودان ومصر في العام 1983 وهي خطوة بدأ الاعداد منذ عصر الرئيس الراحل أنور السادات. وهو بروتكول للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين كان من غاياته تعزيز التواصل الاجتماعي والثقافي والتجاري بين شعبي الوادي شمالاً وجنوباً.. جواً ونهراً وبراً. وفي هذا العهد نشطت اجتماعات اللجنة الوزارية العليا بقيادة النائب الأول السابق الشيخ علي عثمان ورئيس الوزراء المصري الاسبق احمد نظيف ليتم التوقيع علي بروتكولات مهمة أبرزها اتفاقية الحريات الأربع.. ليرفع بعد ذلك الرئيسان البشير والمصري السابق محمد مرسي مستوي الرئيسين في آخر زيارة للأخير للخرطوم.. ولكن قيام ثورة الثلاثين من يونيو قبل خمسة أيام من إلتئام اللجنة بمستواها الرفيع الذي كان محدداً له الخامس من يوليو 2013، أجل الكثير من الخطوات المهمة التي كان سيكفلها انعقاد اللجنة. أما الآن وقد شهدت الخرطوم اجتماعات اللجنة التجارية المشتركة بين خبراء التجارة في البلدين، بحضور ومشاركة وزيري التجارة في البلدين التي اعقبها افتتاح الطريق البري "اشكيت قسطل" فالمطلوب هو تسريع إلتئام اللجنة الوزارية العليا علي مستوي رئيسي البلدين خصوصاً أن العدلد من البروتوكولات المشتركة لا تنقصها الا مباركة القيادة والتوقيع لتصبح سارية المفعول.. يجني ثمارها المواطنون في البلدين كما جري الحال في معبر "اشكيت قسطل" الذي كسر حاجز التأجيلات المتعاقبة وفتح الباب أمام الدولتين الشقيقتين لتعزيز مسعاهما في تقديم انموذج في التعاون الثنائي لدول المنطقة والاقليم. نقلا عن صحيفة الصحافة 7/9/2014م