البيان الذي أصدره تحالف قوي الإجماع الوطني أمس (الأربعاء) عقب اجتماع هيئته القيادية، يؤكد أن هذه التحالف يجسد بتطابق تام حالة (حشاش بدقينتو)!!. ويضرب هذا المثل لرجل كسول، يمد لحيته الكثيفة ويستخدمها للإشارة فيقول: غدا سأحصد من هناك.. إلي هناك.. فإذا جاء الغد، لا يحصد ولا يصمت!! والتحالف (المعارض) الذي يضم أحزاب (اليسار) السوداني رفض (إعلان باريس) من قبيل (الغيرة السياسية) من تقارب السيد "الصادق المهدي" مع (الجبهة الثورية) فقد كان التحالف يمثل (القنطرة) بين الحركات المسلحة وأحزاب المعارضة بالداخل، فإذا ما تلاقي "المهدي" و"عقار" في "باريس" ووقعاً اتفاقاً مشتركاً عقب أحضان دافئة، في وقت جمد فيه حزب (الأمة) نشاطه بتحالف الداخل، فإنه لا حاجة من بعد ذلك لتلك (القنطرة). والتحالف يكرر الآن نفس الخطأ برفضه اتفاق (أديس أبابا) بين آلية الاتحاد الأفريقي ولجنة (7+7) من جهة، والجبهة الثورية أو (مجموعة باريس) من جهة أخري. والتحالف يرفض.. ويرفض.. ويحدد خياراً واحداً باسمين هو إسقاط النظام أو تفكيك دولة الحزب الواحد، مع محاسبة كل من أجرم في حق الشعب السوداني، ثم إنه يكتفي بهذه البيانات فلا يسقط (حجراً) في النيل قبالة (القصر)، دعك من إسقاط (القصر)، ولا يفك مسماراً من كرسي بدار الحزب الشيوعي بالخرطوم (2). والذي لا يملك قدرة ولا قوة ولا ساحة، لا ينبغي له أن يظل رفض، ويرفض، ثم لا يفعل شيئاً ولا يقدم بديلاً. ومثل التحالف مستجد السياسة المتوهم "عبد الواحد محمد نور"، الذي يرفع من مقر إقامته في العاصمة الفرنسية كلمة (لا)، منتظراً طائراً من السماء يهبط علي نافذة غرفته، ليحمله إلي "الخرطوم" رئيساً لجمهورية السودان، في أعماق الحلم العاشر، بينما هو يفشل في أن يصبح رئيساً لرفقائه في الكفاح "مناوي" و"أبو القاسم إمام" و"محجوب حسين" وغيرهم. إما أن يملك (التحالف) الحد الأدني من القدرة علي إسقاط النظام أو يقبل الحوار طريقاً للتفكيك الناغم، وبالعدم فإنه عندي (حشاش بدقينتو)، ولكن المشكلة أن معظم قادة التحالف لا يطلقون (اللحي) حتي يستخدمونها للإشارة. نقلا عن صحيفة المجهر 11/9/2014م