ما أن أعلنت الحكومة أنها ستجري انتخابات حرة وطالبت الأحزاب بالاستعداد لها حتى أظهرت الأحزاب خوفها من هذه الانتخابات، والأحزاب متخوفة لعدة أسباب منها أنها تخشى السقوط في هذه الانتخابات فتكون قد خسرت مكانتها في المعارضة، وفي نفس الوقت لم تكن قد وجدت اصواتاً تمكنها من إثبات وجودها للحكومة. وبعضها يعتقد أن هذه الحكومة ستسقط من تلقاء نفسها لنشوء خلافات مما يفتح المجال أمامها للقفز للسلطة دون معاناة، وهي بالتالي غير مستعجلة للمشاركة في الانتخابات. وبالنسبة للنوع الأخير الذي يتوقع سقوط الحكومة والنظام هذا النوع يخشى أن يتهم بأنه منح الحكومة والنظام شرعية لا يستحقها، وأنه لو ابتعد يجد حظه في النظام القادم وبالتالي عليه أن يصبر قليلاً. وأقول لهذا النوع الذي يخشى اتهامه بإضفاء الشرعية للنظام أن هذه التهمة اذا صحت فكل الأحزاب لها نصيب منها وليس هناك حزب برئ من هذه التهمة، فكلهم شارك واضفأ على النظام شرعية اذكر ان الحزب الشيوعي رغم معارضته القوية لنظام "عبود" إلا أنه شارك في الانتخابات وحصل على بعض المقاعد دون أن يؤثر على شعبيته ومبادئه، وبالتالي إن هذا التخوف لا مبرر له لأنه لو شارك ذلك الحزب لن يتهم بأنه أعطى شرعية للنظام.. فالحزب الشيوعي لم يتهم بإعطاء الشرعية لنظام "عبود" بعد ثورة أكتوبر، بل قال إنه شارك للمقاومة من الداخل واستمرت قياداته مطاردة طوال نظام "عبود" لذلك نجد أن هذا الاتهام لا محل له من الإعراب استناداً لسوابق كثيرة. نأتي لناحية أخرى وهي خوف الأحزاب من السقوط في الانتخابات، وأقول لها حتى لو كان نصيبها نائباً واحداً فهذا يكفي، ولكن أقول إن لها فرصة أن تجد عشرات النواب فقط عليها التركيز على بعض المناطق الطرفية التي كان بها تمرد مسلح وتخلف، ولا تسكت عن اتهام الحكومة بأنها أهملتها هذه مناطق جاهزة للارتماء في أحضان المعارضة، فقط المطلوب من الأحزاب التحرك تجاه المناطق بوضع خطة بتكوين لجان والحركة الدءوبة، وأقول إن الحكومة لو طبقت طريقة الانتخابات بالقائمة النسبية تحصل الأحزاب على ثلث المقاعد أو بالطريقة التقليدية تحصل على ما يقارب الثلث، وسيكون لها ما لا يقل عن خمسين نائباً في البرلمان. وهذا عدد يكفي كبداية وعلى الأحزاب أن لا تخشى السقوط لأنه سيعطيها فرصة لاختيار قوتها، واتهام الحكومة بأنها زورت الانتخابات سيلفت نظر الرأي العام الأجنبي، ولن يتهمها بأنها خافت من السقوط. وأخيراً أقول إن نائباً واحداً يكفي ليزعج الحكومة لكن المقاطعة لن تجدي ولن تفيد بل هو خيار يسعد الحكومة ويريحها. نقلاً عن صحيفة المجهر السياسي 14/9/2014م