اعلن حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير، الذي بات يضمن الفوز في الانتخابات الرئاسية السودانية، انه في حال فوزه سيدعو المعارضة، بما فيها الاحزاب التي قاطعت الانتخابات، الى المشاركة في الحكومة. وقال مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين العتباني أمس الاربعاء "لقد كان موقفنا واضحا بانه امام التحديات التي تواجه الامة، لن نسعى الى تشكيل حكومة من حزب واحد. نريد لحكومتنا ان تكون اوسع ما يمكن". واضاف خلال لقاء مع الصحفيين "اذا فزنا في الانتخابات، اذا فاز الرئيس في الانتخابات، عندها ستكون الخطوة التالية هي تشكيل الحكومة. سنوجه الدعوة الى كل الاحزاب حتى تلك التي لم تشارك في الانتخابات لاننا نؤمن باننا نمر في مرحلة حرجة في تاريخنا". وقاطعت احزاب المعارضة الرئيسية، مثل حزب الامة التاريخي بزعامة الصادق المهدي، الانتخابات التعددية الاولى التي تنتهي اليوم الخميس في السودان. وامتنعت الحركة الشعبية لتحرير السودان التي شاركت في حكومة الوحدة المنتهية ولايتها عن المشاركة في الانتخابات في ولايات شمال البلاد مكتفية بالمشاركة في ولايات الجنوب بعد ان سحبت مرشحها ياسر عرمان الى الانتخابات الرئاسية. ولدى سؤاله عن استعداد المعارضة للمشاركة في الحكومة مع المؤتمر الوطني، قال صلاح الدين العتباني ان ذلك "سيكون من مصلحتها". في الوقت ذاته أعلن الاتحاد الأفريقي أنه لا يرى مشكلات كبيرة في الانتخابات السودانية، التي تشهد الكثير من المشكلات اللوجيستية والمقاطعات. وقال جان بينج رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي للصحفيين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا:" تنظيم انتخابات في إفريقيا دائما ما يكون عملية صعبة، والسودان ليست استثناء". ولفت بينج إلا أن مساحة السودان، الدولة الأكبر في القارة السمراء، إضافة إلى الأوضاع المتدنية للبنية التحتية يعني زيادة المشكلات. وأضاف: "في العموم، شعر المراقبون.. أن انتخابات السودان تجرى من دون الكثير من الصعوبات". وتم تمديد أيام التصويت، الذي بدأ الاحد الماضي يومين إضافيين لتنتهي اليوم الخميس بسبب مشكلات في بطاقات الاقتراع وتسجيل الناخبين. وتعرضت أول انتخابات تنافسية رئاسية وتشريعية ولحكام الولايات لاتهامات واسعة النطاق بالتزوير واخطاء اجرائية. وقال مسؤولون عن الانتخابات انهم يفكرون في اعادة الانتخابات في عدد قليل جدا من الدوائر الانتخابية لتصحيح اخطاء حدثت في التصويت. وأبلغ مسؤولون من المفوضية القومية للانتخابات رويترز انهم يفكرون في وقف التصويت على مقاعد في البرلمان ومجالس الولايات في بعض الولايات بعد ان اكتشفوا انهم أخطأوا في وضع رموز الاحزاب الى جوار اسماء بعض المرشحين في بعض البطاقات الانتخابية. وقال عبدالله أحمد عبدالله نائب رئيس المفوضية ان الرموز وضعت خطأ في عدد محدود جدا من الدوائر الانتخابية. وأضاف انه طبقا للقانون يمكن للمفوضية ان تلغي الانتخابات وتجريها من جديد في غضون 60 يوما. وقال ان ذلك هو أحد الخيارات المطروحة. وأبلغ أعضاء اخرون في المفوضية ومراقبون دوليون انه من المعتقد ان الاخطاء الطباعية أثرت على الانتخابات البرلمانية وانتخابات الولايات فيما بين 15 و18 دائرة انتخابية. وتجري الانتخابات البرلمانية في 270 دائرة انتخابية وفي نحو 700 دائرة في انتخابات الولايات في أكبر دولة افريقية مساحة. المصدر: اخبارالخليج 15/4/2010