أقنع السودان المجتمع الدولي بالجهود التي بذلها لمحاربة ظاهرة الاتجار بالبشر وتهريبهم عبر الحدود رغم أنها جريمة ظهرت حديثاً لم يتجاوز عمرها السبع سنوات.. ولكن اللوائح والقوانين الاتحادية والولائية والتحركات الواسعة للشرطة وحرس الحدود كان لها دورها في السيطرة عليها ومنع إمتدادها رغم العدة التي أعدتها عصابات التهريب وتجهيزها للعربات والأسلحة الثقيلة وأول بشريات الخيرات في مكافحة الظاهرة أتت من كسلا التي أصدرت حكومة ولايتها قانون خاص يمنع الاتجار في البشر بجانب اهتمام جهاز الأمن والمخابرات الوطني ومكافحة التهريب والشرطة الأمنية بالظاهرة والتصدي لعصابات التهريب المجهزة بآلياتها وأسلحتها فلا يخلوا اسبوعاً لا تحرر فيه تلك القوات رهينة ولا تضبط عصابة ونجحت الأجهزة الأمنية والشرطية في السودان في إعداد ملف ضخم من الانجازات يؤكد احترافيتها ومقدرتها خاصة وأن قدر بلادنا جعلته جداراً فاصلاً ما بين أفريقيا والدول العربية وبالتالي معبراً لكل الأنشطة غير المشروعة سواء كانت مخدرات أو تهريب بشر ووضعه يتطلب أن يكون محل اهتمام الدول المستهدفة من تلك الأنشطة ويمكن أن نختصر الحديث في الآتي (أن الأجهزة الأمنية السودانية تقاتل من أجل حماية الآخرين).. فإذا تتبعنا الظاهرة نجدها إفرازات طبيعية لظاهرة الهجرة غير المشروعة فلا بد أن يظهر من يستفيد من أحلام الشباب في السفر لخارج بلادهم بوسائل لها خطورتها على الأرواح.. الاتجار في البشر يعيد ظاهرة العبودية بوجه أكثر سواداً مما يتطلب محاربته بشتى الطرق ولعل العديد من الدول تنتظر القرارات التي سيخرج منها مؤتمر الاتجار في البشر والذي سينطلق عقب عيد الأضحى بمشاركة أربع دول هي السودان ومصر وأثيوبيا وارتريا، والتشكيلة توضح بأن المناقشات تقتصر على تهريب البشر الى إسرائيل لأن تهريبهم يبدأ من إثيوبيا واريتريا ويمرون بالسودان الى مصر والتسلل عبر حدودها إلي إسرائيل وهي الهجرة الأكثر خطورة على الأمن القومي لأن إسرائيل لها القدرة في أن تعيدهم جواسيس على بلادهم وهناك هجرة مماثلة تتم عبر الحدود السودانية الليبية ومنها الى اوروبا وهناك عملية تهريب عبر (السنابك) إلى المملكة وهذا فيما يتعلق بالتهريب أم الاتجار فله وقائع لا تزال مجهولة، فالسؤال المنطقي الذي يجب أن تجيب عليه أوراق المؤتمر من المشترى؟ وفي ماذا يستخدمون؟ ولابد أن يضع المؤتمر حدا لتلك الخرافة التي تقول إن تجارة البشر تقوم من أجل بيع اجزائهم. نقلاً عن صحيفة الأهرام اليوم 1/10/2014م