يبدو ان المثل السوداني القائل "في مهب الريح" قد انطبق علي حزب الأمة القومي وزعيمه الصادق المهدي فبعد إن كان معارضاً من الطراز الأول صار أول من وافق على الحوار الوطني الجماع الانخراط فيه، وتارة أخرى عاد إلى أحضان المعارضة، فمن المستجدات على ساحته أن شدد حزب الأمة القومي على مناقشة وحل قضايا البلاد الكلية داخل طاولة الحوار الجامع الذي يشارك فيه الجميع دون إقصاء لأحد، متوقعاً أن تفضي جولة التفاوض الحالية حول المنطقتين حال نجاحها، تحقيق سلام عادل وتحول ديمقراطي شامل. وأوضح الفريق صديق إسماعيل نائب رئيس الحزب ل(أس أم سي) أن فشل الجولة الجالية إذا ما حدث يزيد من معاناة أهل النيل الأزرق وجنوب كردفان، مطالباً بإشراك القوى السياسية والحزبية ومنظمات المجتمع وتشكيل مجموعة ضغط على الطرفين لتقريب وجهات النظر بينهما، داعياً بضرورة إعطاء الوضع الإنساني أولوية قصوى وعدم عرقلة وصول الإغاثات للمتأثرين . وطالب إسماعيل جميع الأطراف بالإلتزام بالاتفاق الثلاثي الموقع من قبل الطرفين مع الوساطة الأفريقية برئاسة ثامبو أمبيكي، مبيناً أنه "لا يجوز لأي فئة حزبية منفردة أن تطرح قضاياها في منبر تفاوضي ثنائي دون إشراك الآخرين"، مشدداً على "أن أزمات السودان لن تحل إلا بأيدي السودانيين" مطالباً أن تكون الجولة صادقة من أجل الوطن، داعياً للإبتعاد عن المواقف التكتيكية والتي لن تفيد لا المواطن ولا الوطن الذي يتطلع لسلام واستقرار دائمين. وكان سبق وان أعلن حزب الأمة القومي السوداني المعارض وقف الحوار الوطني مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم بعد اعتقال زعيمه الصادق المهدي. الصادق وإعلان باريس: إن مراسم التوقيع على إعلان باريس بين الجبهة الثورية من طرف وحزب الأمة من طرف ثاني وقع عن الجبهة الثورية رئيسها الأستاذ مالك عقار، وعن حزب الأمة رئيسه السيد الصادق المهدي.. وتضمن إعلان باريس وقف الحرب وتوحيد قوى التغيير والتحول الديمقراطي وبناء دولة المواطنة بلا تمييز, وتناول الإعلان وقف الحرب والتأكيد في الحفاظ على وحدة السودان وفقا لأسس جديدة قائمه على المواطنة المتساوية وأن وقف الحرب هو المدخل الصحيح لأي حوار وطني، وعملية دستورية جادة مع شرط توفير الحريات والوصول إلى ترتيبات حكم انتقالي، واتفق الطرفان على مبدأ عدم الإفلات من العقاب وتحقيق المحاسبة ورفع الظلم ورد الحقوق، وضرورة وصول إعلان باريس إلى أكبر قدر ممكن في المجتمع الدولي بما في ذلك الاتحاد الأفريقي ودول الجوار أثيوبياتشاد ومصر وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي. وأن أهمية التهيئة للحوار باعتبار أنها عملية مطلوبة، وتم الاتفاق على عدم قيام انتخابات إلا في وجود حكومة انتقالية توقف الحرب وتتيح الحريات وتجري حوارا وطنيا لايستثني أحدا". وفي الختام اتفق الطرفان على التواصل وفقا للإعلان المشترك. ويمثل تحالف الجبهة الثورية أكبر قوى المعارضة الخارجية الرافضة للحوار قبل أن ينضم حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي. ممنوع الاقتراب: توصلت الوساطة الأفريقية بأديس أبابا إلى اتفاق مبادئ حول الحوار السوداني مع مجموعة إعلان باريس "الجبهة الثورية وحزب الأمة القومي" وموفدي آلية "7+6" التي تمثل قوى المعارضة والحكومة السودانية في مبادرة الحوار الوطني في الداخل، في وقت أكدت الجبهة الثورية انها متمسكة على وحدة المعارضة لإحداث التغيير ، وشددت على انها لا تكذب على الشعب السوداني في قضية التغيير أما بالنقاط أو بالضربة القاضية . بيد إن وفد الحكومة في مفاوضات أديس أبابا رفض أن يتضمن الاتفاق الإطاري "اتفاق باريس" بالاسم وقدم مقترحات عدة تمكن من الإشارة إليه دون تسميته في خطوة توحي بان إعلان باريس وحزب الأمة القومي "ممنوع الاقتراب". في مهب الريح: البروفيسور الساعوري في إفادته ل(الصحافة) قال بان موقف حزب الأمة أصبح في موقف لا يحسد عليه فبعد إن قرب أوراقه مع الحكومة خرج بإعلان باريس الذي جلب عليه سوء الحظ وجعله في خانة المغضوب عليهم من قبل الحكومة، ومن ناحية أخرى من وقع معهم الاتفاقية "الجبهة الثورية" لها رأي مسبق ضده، إضافة إلى البعد الفكري والعقائدي والتاريخي الذي لن يلتئم بينهم وبينه فهو غير مقبول لديهم ولكن يعملون بمبدأ "للضرورة أحكام" وبالتالي أصبح موقفه ضعيفاً جداً ولن يستطيع ان يؤثر في المفاوضات بين قطاع الشمال والسودان وأصبح متذبذب المكانة فلا يستطيع العودة إلى السودان ولا البقاء خارجه، مستفيداً من موقعه السياسي فهو حالياً يمكن "ان يوصف بأنه "في مهب الريح". نقلاً عن صحيفة الصحافة 2014/11/17م