بدأت جولة جديدة من المفاوضات حول المنطقتين بين الوفد الحكومي ووفد الحركة اشلعبية قطاع الشمال، ومع بداية هذه الجولة بدأت جولة جديدة من المراوغة التي اعتاد وفد قطاع الشمال ممارستها. هذه المرة .. كما يقولون "كتروا المحلبية" اذ اتوا بوفد يمثل الحركات المسلحة الرافضة للسلام مع الحكومة وأدخلوهم ضمن وفد قطاع الشمال.. وهذا أمر لا يمر مرور الكرام علي وفد تمرس سياسياً علي مفاوضات أكبر وأكثر تعقيداً من هذه المفاوضات..! ولا أدري.. كيف فكر وفد قطاع الشمال في هذه الخلطة والتي كان الوفد الحكومي يتوقعها وبشدة. وبقراءة سريعة لكل جولات المفاوضات السابقة بين وفد الحكومة وبين وفد قطاع الشمال.. نجد أن فشل كل تلك الجولات سببها تعنت وفد قطاع الشمال بإقحامه لبنود لا علاقة لها البتة بأجندة المفاوضات والتي سبق أن وافق عليها وفد قطاع الشمال مسبقاً.. أساليب قطاع الشمال في كل المفاوضات السابقة واحدة.. بالرغم من تعدد المواقف المبطلة للمفاوضات.. في تقديري أن قطاع الشمال لا يرغب في السلام خاصة أنه يستعد للقيام بجولة جديدة من الحرب بعد أن فقدت الحركة الشعبية العديد من المواقع السابقة التي كانت تحتلها وأن هناك تنسيقاً كاملاً بين قطاع الشمال والحركة الشعبية الأم.. لذلك في تقديري الخاص.. أن أية جولات قادمة مع قطاع الشمال لن تنجح ولن تفيد.. وعلي الحكومة الاستعداد والاستعداد التام لمواجهة كل المواقف التي تعمل الحركة الشعبية ومن خلفها وأمامها قطاع الشمال. ولا أدري لماذا لا ستتفيد الحركة الشعبية بشكل عام من تجربة ما قبل نيفاشا حيث لم تستطع تحقيق أي مكاسب من حربها الطويلة، لكن عادت أخيراً وحقت مطالبها وبأكثر مما كانت تتوقع بعد الدخول في مفاوضات نيفاشا.. والسبب أن في ذلك الوقت كان يقود الحركة اشلعبية رجل حكيم هو الدكتور جون قرنق.. والذي كان في عهده كل الكبار الآن صغاراً.. ولا يجرؤ أحد منهم أني فتح فمه بأي كلام معاد للشمال.. وخارج الخطة الإستراتيجية للحركة الشعبية..! وحتي رجال قرنق الأقوياء.. اختفوا وظهر بعدهم رجال كانوا صغاراً وما زالوا.. وهم الذين أضاعوا مكاسب الحركة الشعبية في تحقيق مطلبها الأساس في الانفصال..! وبعد أن أبعد الفريق سلفاكير المجموعة المتآمرة عادت هذه المجموعة للالتحاق بقطاع الشمال تمارس معه تخريب جولات المفاوضات.. وتحلم بقيام السودان الجديد.. نأمل أن يحكم قطاع الشمال عقله ويعود للمفاوضات بعقل مفتوح وقلب أكثر انفتاحاً.. لتحقيق ما يريد من مكاسب. والله الموفق وهو المستعان. نقلا عن صحيفة الرأي العام 17/11/2014م