اشتعلت التساؤلات عقب أنباء زيارة رئيس الحركة الشعبية سلفاكير ميار ديت الى أثيوبيا ولقائه برئيس الوزراء ميلس زيناوي في وقت تمر به البلاد بظروف الانتخابات، المراقبون للعلاقات بين جنوب السودان وإثيوبيا أكدوا أن الزيارة جاءت بطلب من الرئيس الإثيوبي لبحث مجريات الانتخابات في السودان ومسار اتجاهها بجانب بحث قضية الاستفتاء التي يسعي الإثيوبيون لحدوث انفصال سلمي كما نقل أحد مصادر ال ((الانتباهة)) عبر المسؤولين بأديس أبابا، مشيرين إلى أن زيناوي ظل متصلاً ومتابعاً للقضيتين عبر اتصالاته المستمرة مع الرئيس عمر البشير أيضاً، سفير السودان في أديس أبابا محي الدين سالم قال ان الفريق أول سلفاكير التقي بالرئيس زيناوي، وعقد الجانبان اجتماعاً مغلقاً بحضور وزير الخارجية دينق ألور وأمين عام حكومة الجنوب، وأضاف سالم في تصريحه ل ((الانتباهة)) أن اللقاء جاء في إطار التشاور المستمر بين قيادات البلدين وتطرق للقضايا ذات الاهتمام المشترك والتطورات في ضوء الانشغالات الإثيوبية بتطورات ما يحدث في السودان، وأشار سالم إلى أن وزير رئاسة حكومة الجنوب د. لوكا بيونق كان قد زار أديس أبابا قبل يومين تمهيداً لذات الزيارة. وبدوره قال المدير العام ل ((مركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا)) وسفير السودان السابق بأديس أبابا عثمان السيد، أن زيارة سلفا حملت معاني ودلالات عميقة بشأن وساطة أديس أبابا مع الشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والتي تسعي إثيوبيا بأن تجمع بينهما قريباً – على حد تعبيره – في قمة بين الحزبين برعاية الحزب الإثيوبي الحاكم ولضمان سير اتفاق السلام الشامل بكل سهولة ويسر، ويضيف السفير في إفادته ل((الانتباهة)) أن إثيوبيا مهتمة بالسودان لأن أي توتر يشوبه سوف يضرها في المقام الأول نسبة للحدود الطويلة بين البلدين المنقسمة بين شمال السودان وجنوبه عبر أربع ولايات شمالية وثلاث جنوبية لذلك فان إثيوبيا مهتمة بالسودان خاصة بعد انتهاء الانتخابات واستعداده لمرحلة الاستفتاء مطلع العام المقبل، والتي تحرص أديس أبابا – بحسب وصف السيد – بأن يجري انفصال سلس بدون توتر يجنب كافة الأطراف الدخول في مواجهة مرة أخرى، لأن استقرار الجنوب بالذات يؤثر على منطقة القرن الإفريقي برمتها، وينقل السفير السيد عن الرئيس زيناوي قوله من قبل ((بأنه يمكنك اختيار صديقك لكن لا يمكن اختيار جارك))، وبهذا الصورة يتضح أن الدور الإثيوبي الحريص على مصلحة السودان الذي جاء بمعزل عن دول الإيقاد يهدف إلى خلق جو ملائم يسعي من خلاله الشريكان لحل أزماتهما كافة، خاصة عقب الأزمة التي شارفت على النشوب بينهما قبل الانتخابات عندما قررت الحركة سحب مرشحها للرئاسة ياسر عرمان وعقب انتهاء العملية الانتخابية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وذات الملف بحسب المصادر لم يغب عن لقاء سلفاكير وزيناوي اللذين استعرضا خلال لقائهما ملفات طويلة بما فياه الاتفاقيات المشتركة بين السودان وإثيوبيا، وفيما يتعلق اذا كانت إثيوبيا ستدعم ((الشعبية)) ضد المؤتمر الوطني في النيل الأزرق، أكدت المصادر أن العلاقات بين شمال السودان و إثيوبيا أفضل من علاقة حكومة الجنوب، مما يؤكد بالتالي أن إثيوبيا قررت التعامل مع الخرطوم باعتبار مصالحها المرتبطة معها خاصة فيما يتعلق بالملفات الأمنية المشتركة بين البلدين التي جرى مؤخراً حسم أغلبها، الأمر الذي جعل أديس أبابا تعترف بأن أزمتها مع الحكومة قد زالت الى الأبد، ويظهر ذلك للعيان عبر الاستفادة الكاملة من العلاقة المتميزة بين الرئيسين زيناوي والبشير، والملاحظ أن اللجنة المشتركة بين البلدين تتبع لهما مباشرة أي برئاستهما وهي ليست مثل اللجان الوزارية الأخرى التي عادة ما تكون على مستوي رئاسة الوزراء أو وزراء الخارجية، وعلى النقيض تماماً هي علاقة حكومة الجنوب بإثيوبيا لأنها في الأصل علاقة مرتبطة بواشنطن ودول من ضمنها الإيقاد، وبالتالي فأن زيارة سلفا الى إثيوبيا ورغم معني الزيارة في توقيت يجري ما يجري في السودان بعد انتهاء الانتخابات والاستعداد للاستفتاء، مع مبادئ نشوب أزمة بين الشريكين وإزاء لافتة الانتخابات الا أ،ها كما يبدو فان الإثيوبيين يسعون لضمان حصول الانفصال السلس الذي لن يؤثر على بلادهم، وهو الأمر الذي دفع زيناوي بطلب سلفاكير لمقابلته في أديس ابابا لتفادي الأسوأ القادم. نقلاً عن صحيفة الانتباهة 20/4/2010م