من جديد صعدت حكومة الجنوب التوترات بين الخرطوموجوبا بعد أن هدأت بعض الشئ، وذلك بالتهديدات التي أطلقها الناطق الرسمي باسم جيش جنوب السودان فيلب أقوير وتحذيراته للحكومة السودانية من مغبة دخول أراضي بلاده، وقال (ان الخرطوم ظلت تسعى منذ وقت طويل لإعلان حرب ضد دولته) وهو بذلك يطبق المثل الذي يقول (رمتني بدائها وانسلت).. فما تقوم به جوبا تجاه الخرطوم يشير بما لا يدع مجالا للشك إنها تتربص بها الدوائر وتستعدى عليها وتبحث عن منافذ للدخول معها في معترك الحرب مرة أخرى، فهي لا زالت تدعم الحركات المسلحة المتمردة على حكومة السودان بشكل سافر، فعلى الرغم من التعهدات التي يطلقها رئيس دولة الجنوب سلفاكير بعدم إيواء تلك الحركات إلا انه لا توجد هذه التعهدات على ارض الواقع.. فكل قادة الحركات المسلحة تنطلق رشاشاتهم من جوبا، كما أنها لم تقطع الحبل السري الذي يغذي الجبهة الثورية وقطاع الشمال والتي ظلت قواته تهاجم المواطنين الأبرياء بجنوب كردفان، فالعمليات العسكرية التي تمت مؤخراً بعدد من المناطق بجنوب كردفان أثناء وبعد رفع جلسات المفاوضات بين وفدي الحكومة وقطاع الشمال بأديس أبابا هي بقوات الحركة الشعبية (الفرقة التاسعة والعاشرة) التي لم تسحبها جوبا على الرغم من الاتفاقيات التي نصت على ذلك.. كانت فحوى التعهدات التي ناقشها رئيس حكومة الجنوب خلال الزيارة التي قام بها للخرطوم في نوفمبر الماضي بحث فيها مع الرئيس البشير محاولة تهدئة تصاعد التوترات بين البلدين بجانب الملفات العالقة واتفاقيات التعاون التسع التي وقعتها الدولتان في سبتمبر 2013م بأديس أبابا ومن بينها الالتزام بعدم إيواء الحركات المسلحة، وحث اللجنة السياسية والأمنية على استئناف أعمالها وهي أيضا تصب في ذات منحى الكف عن تقديم أي دعومات للحركات المتمردة. وكان سلفاكير يومها قد أكد رغبة وحرص بلاده على إقامة علاقات متينة وجيدة مع السودان تساعد الدولتان على تجاوز الصعوبات التي تواجههما على الصعيد السياسي والاقتصادي، سلفاكير قد قطع عهدا بعدم إيوائه لأي من الحركات المسلحة في بلاده، بيد أن تعهداته تلك ذهبت أدراج الرياح. فما أن وطأت قدماه مطار جوبا حتى أشارت معلومات حقيقية بأن جوبا أوت مجموعة من المتمردين وأغدقت عليهم دعماً وافراً بما جعل وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين يصوب نقدا لاذعاً لحكومة الجنوب بأنها لا زالت تدعم فصائل التمرد وحذرها بأن توقف هذا الدعم حتى تحافظ الخرطوموجوبا على علاقة مستقرة. بينما ردت حكومة الجنوب بذات الاتهام واتهمت حكومة السودان بدعمها للمتمردين على سلفاكير، لكن الواقع يشير إلى أن جوبا لن تستطيع الفكاك من دعم الحركات المسلحة وإيوائها وكذلك قطاع الشمال، فهؤلاء من ساعدوها في تنفيذ مخطط الانفصال الذي تم برعاية وتخطيط من بعض الدول الغربية واللوبي الصهيوني. نقلاً عن صحيفة الرأي العام 22/12/2014م