*عجزت الآلية الأفريقية عن تحقيق أي تقدم أو اختراق لأجندة أمريكا وإسرائيل الموضوعة لمصير المنطقيتين، وكلما وضعت الآلية برنامجاً نرى فيه بريق أمل للحل السلمي لهذا الأمر خرج علينا عرمان وعقار والحلو بأمور مستفزة هم يعلمون تمام العلم أنها ليست مستفزة للحكومة والمؤتمر الوطني، وإنما للشعب السوداني في هاتين المنطقتين وعموم الشعب السوداني في أي مكان.. وها هم المواطنون يرفعون أصواتهم مستنكرين تصريحات عرمان وكل من عقار والحلو، بأن ثلاثتهم غير معنيين بالمنطقتين، ولا يمثلون الشعب فيهما ولا يحق لهم التحدث باسم جماهير النيل الأزرق وجنوب كردفان. *أما مسألة قيام حكومة جنوب السودان بقيادة سلفاكير للتمرد سواء في المنطقتين أو متمردي دارفور، فذلك لا يحتاج إلى دليل أو وإثبات، فالعملية واضحة وضوح الشمس، فهم مثلهم مثل عرمان وصحبه موجهون ومأمورون لسداد الدين الذي على رقابهم، وما نالوه من أموال وتدريب وتأييد سياسي في مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي وتجمع دول الإيقاد، فعدم توقف دعم حكومة سلفا للمتمردين لم ولن يتوقف، لأن ذلك كما ذكرت ليس بإرادتهم، بل ولا يملكون ذرة إرادة ليتخذوا قرارا كهذا. *ولذا، فإن هجرة نصف مليون مواطن جنوبي إلى الشمال ومكوثهم فوق أراضينا تلك أيضا في تقديري أمر فيه توجيه، لأن المستعمر لا يمكن أن يتركنا في حالنا لكي نستخرج مواردنا ونستغلها لصالح رفاهية شعبنا.. وإذا توقفت عمليات استخراج كنوز أرضنا، فإن كل شيء سوف يكون في التمام.. ولابد لنا أن نعلم أن هذه الحروب جميعها في أنحاء البلاد عملية مرتبة ومدعومة بهدف إيقاف مسيرة التنمية والإفادة من مواردنا من أراضٍ، وما في باطن الأرض ومياه يسعون لمحاصرتنا عبرها ولو وجدوا طرقا لتعطيل الأمطار القادمة من السماء لفعلوا. *ولو نذكر بأن بلادنا عندما كانت مكتوفة الأيادي عاجزة عبر حكوماتها العسكرية والمدنية طيلة ما بعد الاستقلال.. فإن أي تهميش لم يكن يذكر على أفواه من يرددون تلك الكلمات، ولكن عندما جاءت الإنقاذ وفتحت أبواب العلم والجامعات والمناهج الوطنية.. وبدأت في وضع الخطط الاستراتيجية.. ظهر اليهود كما هو الحال الآن واتخذوا من بعض ذوي النفوس الضعيفة رأس حربة لإشعال نيران الفتن لإيقاف عملية التنمية والتطور.. ويكفي أن يطل علينا بالأمس من على شاشة قناة الجزيرة من يشكك في تصريحات لوزير المالية حول الإصلاح الاقتصادي كجزء من من حملة التبئيس والإحباط لدى المواطنين، وذلك أنموذج للمستقطبين لمعارضة كل شيء حتى الدعوة للحوار بدلا من الحرب لحل المشكلات التي تواجه بلادنا.. ولكن برغم كل التطفيف من هؤلاء الذين نعرفهم وجربهم شعب السودان مرارا وتكرارا، فإن مسيرة الإصلاح الاقتصادي أو إصلاح الدولة سوف تمضي قدما.. والله متم نوره ولو.. نقلا عن صحيفة اليوم التالي 24/12/2014م