التواطؤ الغربي المشبوه على السودان يزداد يوماً بعد يوم، والدعم للحركات المسلحة ما زال متواصلاً، والإرساليات الكنسية والمنظمات التنصيرية تجلب بخيلها ورجلها في أنحاء السودان جنوبه وشماله، في ظل تقصير مذهل من المؤسسات الإسلامية. وازدادت عجلة التنصير في ظل عصا الإرهاب الغليظة التي تلوح بها الولاياتالمتحدةالأمريكية لكل من يخالف سياساتها الاستعلائية التي تنتهك حقوق الشعوب وسيادة الدول، ثم توج ذلك كله بالدعوة إلى العلمانية وهي دعوة محمومة يراد منها اختراق الحصن الكبير للسودان، والإجهاز على البقية الباقية من هوية الأمة. ومع بطلان وزيف هذا الشعار لا يشك أي عاقل ومتابع للوضع العربي والإسلامي في النجاح الكبير الذي حققه الغرب في هذا المجال، فقد اجتاح الفكر العلماني الدولة العربية والإسلامية، وتربع على عرش الحكم فيها أتباع وأذناب، صورتهم صورة المسلمين وعقولهم حفر عليها صنع في الغرب حكموا المسلمين بأفكار الغرب وأساليبه في كل شئ، ولم يبقوا من الإسلام إلا رسم، إما بتزيين الدستور بكلمة فارغة لا حقيقة لها على أرض الواقع دين الدولة الإسلام أو بعبارة أخرى تسكت التيار الإسلامي في تلك الدول دون أن يكون له من التنفيذ قيد أنملة (تعتبر الشريعة الإسلامية مصدراً من مصادر التشريع) ولكنهم في الحقيقة وضعوا مبدأ الغرب العلماني الرئيسي المتمثل في فصل الدين عن الدولة والحكم والسياسة، بل وفصل الدين عن الحياة بشكل أدق، وضعوه موضع التنفيذ، ليكون أداة تخريب ومعول هدم في الصرح الكبير والعظيم الذي يؤرق الغرب ويقض مضاجعه ألا وهو الإسلام لذلك تصبح وحدة القوى الإسلامية والوطنية وأهل القبلة لمواجهة هذا الفكر الهدام للقيم والمعتقدات يصبح ضرورة لقطع الطريق أمام عملاء الغرب في تنفيذ توجيهات أسيادهم الصهاينة وخدمة أجندتهم التآمرية على هذا الوطن ونأمل من هذا الحراك الهام من هذه القوى الحية بالخروج بهذا الوطن من التحديات التي تواجهه وما تعنت ما يسمى قطاع الشمال في التوصل إلى حلول سلمية مع الحكومة إلا دليلاً قاطعاً على تمسك قيادات قطاع الشمال كيف أن عرمان وعقار والحلو ليسوا سوى شيوعيي الديانة، وفي الوقت ذاته رجال أعمال من طراز فردي يملكون اليخوت الفاخرة، والفلل الأنيقة والحسابات المصرفية الفائضة بالعديد من العملات الأجنبية ويدرس أولادهم بمدارس وجامعات الخارج الذي لهم به صلة قوية أكثر من وطنهم السودان. نقلاً عن صحيفة الصيحة 18/1/2015م