لم يكن قائد المروحية الأممية القادم من مدينة رمبيك جنوبي السودان ينتظر أن يكون المشار الجوى الذي سلكه قاصداً مدينة الأبيض شديد الوعرة في بعض منعطفاته بمثل ما استبان له الأمر عندما تلقت طائرته سلاً من النيران أجبرها على الهبوط الاضطراري في منطقة تسيطر عليها قوات الحركة الشعبية – شمال، وبحسب خط سير الطائرة الذي كشف عنه مصدر ببرنامج الغذاء العالمي في الأممالمتحدة الذي تتبع له الطائرة فإنها كانت قادمة من رمبيك بجنوب السودان وقد حصلت على أذن بالتوجه إلى مطار الأبيض غربي البلاد لتكمل من بعد رحلتها صوب بلفاريا حيث كان من المقرر لها أن تخضع لأعمال الصيانة، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث إذ عاجلتها وحدات الدفاع الجوى التابعة للجيش الشعبي – شمال فوضعت حداً لتلك الرحلة. " طائرة مروحية، تحلف في فضاء منطقة تشهد عمليات عسكرية نشطة" حدث بحسب ما يقول خبراء عسكريون يلزم القوات على الأرض أن تخفض رؤوسها وتحتمي بملاجئها، بينما تتقدم الصفوف وحدات الدفاع الجوى للتعامل مع الطائرة، قريباً من هذا جاءت إفادة المتحدث باسم الحركة الشعبية؟ شمال "مبارك أردول" إذ قال في بيان بهذا الخصوص: استطاعت وحدات الدفاع الجوى التابعة للجيش الشعبي لتحرير السودان؟ شمال إجبار طائرة مروحية (هيلكوبتر) للهبوط في مناطقنا المحررة في جبال النوبة، كانت الطائرة تحلق في فضاء منطقة تشهد عمليات عسكرية نشطة، وكما هو معروف إن سلاح الجو التابع للجيش السوداني يقوم بتنفيذ عمليات قصف جوى مكثفة ضد المواقع العسكرية للجيش الشعبي ومواقع أخرى في المنطقة.." وأكد الجيش الشعبي أن قواته أجبرت مروحية أممية يوم الاثنين على الهبوط القسرى في مناطق تسيطر عليها، بعد اعتبارها طائرة تابعة للجيش السوداني، وأبدت الحركة استعدادها لإطلاق سراح طاقم المروحية فوراً. في هذه الأثناء أكد مصدر في برنامج الغذاء العالمي ل "سودان تربيون" أن مروحية متعاقد معها للعمل في جنوب السودان هبطت بنحو غير متوقع في منطقة نائية بجنوب كردفان، وكشف أن الطيران المدني السوداني نجح في تحديد موقعها وتجري محاولات للتأكد من سلامة طاقمها. في حين أعلنت الحركة المتمردة أن الأشخاص بالطائرة سالمون لم يتعرضوا لأي إصابة وأكد المتحدث باسم الحركة الشعبية "أن طاقم المروحية المكون من ستة أشخاص يتبعون لبرنامج الغذاء العالمي لم يصبهم أذي. وقال المتحدث باسم الحركة الشعبية؟ شمال، مبارك عبد الرحمن أردول: "إذا تأكدت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بأنهم حقيقة يعملون لصالح منظمة الغذاء العالمي التابعة للأمم المتحدة (wep) ولا يعملون لصالح الحكومة السودانية فإننا على استعداد كامل لإطلاق سراحهم فوراً. هذا ولم يصدر حتى الآن بيان رسمي عن الأممالمتحدة أو برنامج الغذاء العالمي الذي تتبع له الطائرة إلا تأكيدات للواقعة أخرجها مصدر من داخل برنامج الغذاء العالمي ولم يتأكد ما إذا كانت الأممالمتحدة من الممكن أن تدين العملية أو تتخذ تدابير عقابية تجاه الحركة الشعبية. في وقت قالت السلطات السودانية التي تكافح تمرد الحركة الشعبية في مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ العام 2011م إن الحركة اعتقلت ظهر يوم الاثنين 8 طيارين وعمالاً أجانب بعد هبوط اضطراري لطائرة تتبع لبرنامج الغذاء العالمي بين أم دورين وأبوهشيم" بجنوب كردفان، حيث تنتشر معسكرات الجيش الشعبي ومتمردي الجبهة الثورية، وأكد مصدر حكومي أن الطائرة تعرضت لإطلاق نار من المتمردين بمنطقة باقوري" الواقعة إلى الشمال من منطقة الدار لتصاب معطب جراء النيران اجبرها على الهبوط بالمكان الذي اقتاد منه المتمردون طاقم الطائرة إلى مخيم بمنطقة كرجي التابعة لرئاسة متمردي الحركة الميدانية. وشهدت الأسابيع المنصرمة تصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين الجبهة الثورية والجيش الحكومي في مناطق جنوب كردفان، وأعلن الجيش السوداني منتصف يناير الجاري انه استعاد مناطق (القنيزيعة وأم سردبة وأتقارتو) الواقعة إلى شمال وشرق كادوقلي ضمن القطاع الشرقي لمنطقة كاودا، وذلك بعد أن كبدت قوات المتمردين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. هذا وأعلن المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد في بيان، جاء في وقت سابق أن قوات التمرد هاجمت مناطق "القنيزيعة ودلوكة وبلنجة" بجنوب كردفان في محاولة لاستعادة تلك المواقع التي سبق أن أعلن الجيش السوداني تحريرها الأسبوع الماضي وهو ما يؤكد تصاعد شدة العمليات العسكرية. وكان الرئيس البشير أكد خلال زيارته لمدينة الجنينة خلال يناير الجاري أن عام 2015م سيكون عام القضاء على حركات التمرد بالبلاد، وإعلان دارفور خالية من الحركات المسلحة، مؤكداً التزام حكومة الخرطوم بإعادة دارفور لسيرتها الأولي تعايشاً سلمياً ومحبة بين المواطنين. وفي حادثة مشابهة كان جيش جنوب السودان في يناير من العام الماضي قد اسقط طائرة أممية مما أسفر عن مقتل طاقمها المكون من أربعة أفراد جميعهم من الروس، وأقر الجيش الشعبي بالواقعة وقال على لسان المتحدث باسمه، فليب أغوير، إن إطلاق النار على المروحية الأممية حدث " عن طريق الخطأ. وأضاف المتحدث باسم الجيش الشعبي أنه تم رصد الطائرة في حوالي التاسعة صباحاً تحلق قرب منطقة تضم قيادة للجيش الشعبي، وأضاف أن الجيش استفسر من بعثة الأممالمتحدة عما إذا كانت الطائرة تابعة لها أم لا. وقال فيليب أغوير ردت الأممالمتحدة بأنه ليس هناك طائرات، ليس لهم طائرة في المنطقة، لافتاً إلى أن القوات ظنت بان الطائرة تعتزم مهاجمة القاعدة العسكرية. وأكدت بعثة الأممالمتحدة سقوط الطائرة قبل أن يصدر بيان إدانة عن الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون بخصوص إطلاق النار على المروحية التابعة للمنظمة الأممية، ودعا كي مون حكومة جوبا إلى إجراء تحقيق فوري، ومحاسبة المسؤولين عن إسقاط الطائرة، التي كانت عليها علامة واضحة تشير إلى أنها تابعة للأمم المتحدة. نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية 2015/1/29م