كنت محبطاً جداً من معارضة الأسافير وهي تهاجم زيارة الرئيس عمر البشير إلي الإمارات وتتهكم من نتائجها بصورة نفتقر إلي الصدق والمنطق. ليس (من رأي كمن سمع) وبعيداً عن وجودي ضمن الوفد الإعلامي المرافق/ إلا أنني كنت فخوراً بالزيارة ونتائجها كمواطن سوداني يري أن بلاده تأذت كثيراً من عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي في الفترات السابقة بسبب تقاطعات السياسة ومقاديرها التي لا ترحم. كنت محبطاً جداً من أداء المعارضة الإعلامي وهي تصر علي اختلاف الأكاذيب دونما وازع أو ضمير، أنتجت خيالاتها فيلم (الجقور) في جسر المنشية وأرادت تدبيج مشاهد أخري للسخرية من الزيارة التي ينبغي أن يتفاءل بها كل سوداني صميم ينشد الخير لأهله ولوطنه. لماذا تصر المعارضة علي أن تنسج من خيالاتها واقعاً يدغدغ مشاعر الناس بالأكاذيب؟، ماذا أورثنا الكذب علي المواطن والشعب سوي مزيد من الدمار وتعميق أزمة الثقة التي تنسف إمكانية أي تقارب بين السودانيين؟ كاتب المقال مواطن سوداني (شاهد كل حاجة في الإمارات) وعدت مزهوا باستئناف العلاقات الاقتصادية والسياسة... رأيت كيف أن القيادة الإماراتية أحسنت استقبال الرئاسة وإكرامه وتقديره بسبب ما تكنه للسودان وشعبه من احترام وتبجيل.. تابعت من داخل (قصر الإمارات) مقر إقامة الرئيس وأفخم فنادق العالم كيف أن القادة الإماراتيين تسابقوا للالتقاء بالبشير الذي توج زيارته بالاجتماع بمحمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي ومحمد بين راشد حاكم دبي.. كنت شاهداً علي الحفاوة والتقدير والكرم الذي جب عليه أبناء الشيخ زايد ولا أظن أن تقديمه في عقيدة الإماراتيين يرتبط بالمواقف السياسية العارضة.. شهدت لقاء مفعماً بالصراحة والوضوح ورجال الأعمال الإماراتيين يتسابقون للحديث عن الاستثمار في السودان بتوجيه من الحكومة الإماراتية، رافقت الرئيس إلي المنطقة الغربية التي كان يعمل بها في السبعينات ورأيت الكرم والحفاوة التي استقبل بها هناك من قبل الشيخ حمدان بن زايد. الزيارة لم تضعن في زاوية الاطمئنان علي مستقبل العلاقات مع الإمارات فحسب ولكنها نبهتني إلي تمادي المعارضة في استثمار الكذب وتوظيف الخيال للوصول إلي قناعات قطعاً ستكون جزءاً من الأوهام، معارضة الأسافير فقدت بريقها وتأثيرها لأنها لم تعد صادقة (حبل الكذب قصير) مثلما يقول أهلنا، حتي متي يستثمر المعارضون في (التبخيس) حتي وإن كان المنجز مطلوباً مهما لتحسين أوضاع الشعب السوداني؟، أين الإعلام الذي يبادر ويهاجم ولا يكتفي بالتبخيس وردود الفعل لمشروعات تنجزها الحكومة من أجل الشعب. تحسرت كذلك علي أقلام معارضة كنت أحسبها رصينة وعلي قدر من الوعي والإنصاف هاجمت الزيارة ووصفتها بالتذلل وحاولت الانحطاط بمكاسب الزيارة إلي أسفل سافلين، وذلك لعمري إسفاف وكذب صريح و(فش للغبينة) لم يراع فيه الضمير المهني ولا الأخلاقي ولا الوطني. الرهان علي اختلاف الأكاذيب في المعارضة بات ديدناً واضحاً في التعامل مع القضايا والأحداث الكبيرة.. قلبي علي وطن تعتمد معارضته علي القيل والقال بعيداً عن إيراد الحقائق، يتشفي فيه المناضلون من الحكومة وإن كلن هذا الأمر علي حساب الشعب الذي يحتاج إلي أية جرعة أمل تجعله يتصالح مع مستقبل خال من الضيق ومكابدة العيش.. إنها معارضة غير مسؤولة تلكم التي تنسج أكاذيبها علي حساب الحقائق والوقائع. نقلا عن صحيفة الرأي العام 2/3/2015م