جلسة المباحثات : دخل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مباشرة في مباحثات مع الرئيس عمر البشير فور وصول سيارات الدفع الرباعي (اللاندكروزر) التي تقلهم إلى القصر الملكي بالرياض، وجرى خلالها بحث التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، وسبل دعمه وتعزيزه في مختلف المجالات، ومستجدات الأحداث الإقليمية والدولية، وحضر جلسة المباحثات صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور سعد بن خالد الجبري، ومعالي وزير الزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي الوزير المرافق، ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان فيصل بن حامد معلا، كما حضرها من الجانب السوداني معالي وزير شؤون رئاسة الجمهورية صلاح ونسي محمد، ومعالي وزير الخارجية علي أحمد كرتي، ومدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول ركن محمد عطا عباس، ومدير مكتب رئيس الجمهورية الفريق طه عثمان وسفير السودان لدى المملكة عبد الحافظ إبراهيم محمد. تحسن العلاقات : قبل الزيارة التي يقوم بها الآن للعاصمة السعودية الرياض صرح الرئيس البشير أن العلاقات تحسنت بقوله : (أحرزنا اختراقاً كبيراً بزيارتنا الأخيرة الناجحة إلى الشقيقة السعودية والشقيقة مصر، وسيتبع ذلك تطورات إيجابية أخرى)، الأمر الذي بدأ جلياً في مراسم الاستقبال، مما يولد استفهاماً هل الترحيب الذي وجده البشير ببلاد الحرمين الشريفين يعني أن الخرطوم قد راجعت نفسها وتوصلت إلى قناعة بأنها لم تستفد شيئاً من علاقتها بإيران برغم حجم الأثمان التي دفعتها لأجل ذلك؟ وهل يعني ذلك أيضاً أن الرئيس البشير قد غير اتجاه بوصلته السياسية وتحالفاته الداخلية والإقليمية بدءاً بالإخوان وانتهاءً بإيران خصوصاً أن ثمة بوادر إيجابية تشير إلى وجود تحول بعد سنوات من الفتور وتباعد في الرؤية بدليل ما تخلل زيارته للسعودية ومصر من تصريحات وتعليقات وأراء فضلاً عن إغلاقه مراكز ثقافية إيرانية، هذه المؤشرات طفت على السطح بعد لقاء ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز مرتين خلال زيارته لأداء فريضة الحج قبل أن يصبح ملكاً على السعودية بعد وفاة شقيقه الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولكن لا يزال مطروحاً هل ما فعله البشير يعد تكتيكاً للوصول لأهداف معينة أم أنه تغيير جذري لسياسات تبين أنها فشلت؟ وبعبارة أخرى هل خرج المحور الإخواني بقيادة أنقرة والدوحة ليقترب من محور الرياض والقاهرة؟ بعض المحللين السياسيين قالوا إننا لا نستطيع التنبؤ الآن، ومن المبكر لأوانه أن نجزم بأي شئ، وإن كان بعضهم وصف الخطوة بالبراغماتية السودانية، وذلك بمعالجة أخطائها وتداركها الوضع والبحث عما يحقق مصالحها، في حين رآها بعض آخر ما هي إلا مناورة جديدة للنظام السوداني بقيادة حزب المؤتمر الوطني الذي عرف بإجادته لهذا الأسلوب وتلونه وعدم ثبات مواقفه، مستبعيدن تخليه عن إيران وجماعة الإخوان. تدخل إيران : قبل زيارته للرياض أمس كان قد صرح الرئيس البشير لصحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية في وقت سابق نافياً وجود علاقة إستراتيجية مع إيران مؤكداً أن كل المعلومات التي كانت ترد للقيادة السعودية في هذا الإطار كانت مغلوطة ومصطنعة ومهولة ومضخمة، وأشار إلى أن السودان تعرض لأزمة اقتصادية ما بعد الانفصال وأن السعودية هي التي وقفت بجانبهم وقال لم نتلق من إيران أي مساعدات، ولا فلساً واحداً، إذ كانت كلها وعود لم تنفذ منها واحداً، ومضى يقول : خلاصة الأمر أن أي كلام عن علاقة إستراتيجية لنا مع إيران، فهي محض افتراء ودعاية إعلامية رخيصة يسعى المغرضون من خلالها إلى تحقيق أهدافهم على حساب علاقتنا مع أشقائنا السعوديين. نقلاً عن صحيفة ألوان 26/3/2014