كان الحماس طاغياً على أنصار المؤتمر الوطني وقد بدأوا في التدافع نحو دار حزبهم عصر أمس عقب إعلان نتيجة الانتخابات ومرشح الحزب للرئاسة يتحكر في مرتبة البرنجي .. لكن الحماس وصل قمته والرئيس البشير يظهر على المسرح الضخم داخل «الهنقرز» ملوحاً بعصاته، ولحظتها ردد الفنان أغنية حماسة تم تأليفها خصيصاً للبشير، وتلاها برائعة الشاعرة المعروفة في عهد التركية زينب بابكر الشوبلي والتي نظمتها عقب رؤيتها إقدام وشجاعة أبناء عمومتها في القتال حيث مجدتهم بالقول: أنا ليهم بقول كلام دخلوها وصقيرها حام سم أب درق البصقع جدري القيع البفقع أنا ليهم بقول كلام صوتك مانع برجع الطيب في شطارتو مبدع أنا ليهم بقول كلام أنا ليهم بقول كلام دخلوها وصقيرها حام ومع أن زينب كان توصف أهلها «دخلوها وصقيرها حام» أي بعد دخولهم أرض المعركة حامت الصقور والجوارح في السماء، دليل على انتشار جثث الأعداء التي خلفها القتال.. «سم اب درق البصقع» السم معروف وأب درق ثعبان الخلاء ولدغته قاتله لا محالة. كان لسان حال الفنان أن ذاك هو حال البشير تجاه خصوم النظام، وسبق أن قال أحد أقرباء الرئيس في نهر النيل «عمر دا سم أب درق البصقع»، لكن البشير وهو يحتفل مع قيادات وأنصار حزبه أمس أعلن لهم «أب درق» آخر، وهم القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والدفاع الشعبي وهي تدحر العدل والمساواة في جنوب دارفور، في اكبر صفعة تتلقاها حركة العدل، امتدح البشير تلك المؤسسات النظامية ومعها الأمن والشرطة، وتجاوز أعداد «المصوتين» في الانتخابات، ولكن ذكر أعداداً أخرى هي الاهم وهي الأكثر من المائتي سيارة، التي حازت عليها الحكومة، من العدل والمساواة. ولم ينسَ البشير تقديم الشكر لأهم مجموعة جعلت الإنقاذ تمشي وهي متبخترة وتعرض وتقدل وتحافظ على وجودها في الحكم وهم الشهداء الذين حياهم وحيا أهلهم وإخوانهم وأمهاتهم، بل لم يترك أحداً يمت لهم بصله إلا وذكره، ولذلك كان طبيعياً أن تنهمر دموع أخت الشهيدين «أنس وأمين»، الوزيرة مشاعر الدولب، والشاشات الضخمة المنصوبة في مكان الاحتفال تصطاد وجه مشاعر. لكنها قطعاً دموع فرح برز عند أخريات من أخواتها كن حاضرات أمثال أمينة المرأة زينب أحمد الطيب، والقياديات د.رجاء حسن خليفة، أميرة الفاضل، د.مها الشيخ، سامية محمد عثمان، د.مها عبد العال وأمهن جميعاً التي حياها الرئيس تحية خاصة البروفيسور سعاد الفاتح. وقد كانت نساء الوطني سماً آخر تجرعه خصوم الحزب، إذ كان لهن القدح المعلي في فوز الوطني والبشير بنسبة70%. كان البشير في حالة حماسية عالية وكذلك زوجته بنت عمه فاطمة خالد التي آزرته وعرضت معه على أنغام حماسة أهلها امام الحضور الكبير في مقدمتهم النائب الأول بكري حسن صالح ، ونائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن، ووزير الرئاسة صلاح ونسي وكل قيادات الحزب، وحتى شركاء وغرماء المؤتمر الوطني شاركوه الفرحة وقد احتفى كثيرون بمقدم رئيس منبر السلام العادل الطيب مصطفى ورئيس التحرير والعدالة التجاني سيسي، بينما كان مساعد الرئيس عبد الرحمن الصادق بقامة حزب لوحده غير آبه بحملة «إرحل» التي قادها حزب أهله وعشيرته «الأمة القومي» وآخرون. وقد قال البشير هذا يوم من أيام الشكر للذين «صوتوا وللذين لم يصوتوا وللذين صوتوا لآخرين»، ويوم من أيام الحمد على ما تحقق من مشاركة. بيد أن المشاركة كانت لكل فعاليات وقطاعات الحزب خاصة الشباب في مقدمتهم أمين الإعلام الوزير ياسر يوسف الذي ألقى كلمة رصينة ذكّرت الحضور بكلمة وزير الثقافة والإعلام عمر الحاج موسى في حق الرئيس نميري. فكان شباب الحزب الأمين السياسي حامد ممتاز، ونائب أمين الإعلام المهندس قبيس أحمد المصطفى والوزير جمال محمود وأمين الإعلام بوطني الخرطوم هاشم القصاص حضوراً. ومهما يكن من أمر فاز البشير واحتفى به حزبه، وقال ياسر يوسف في كلمته: رشحوك أخي الرئيس لأنك منهم ومثلهم»، وهذا ما يأمله الكثيرون من البشير في الدورة الجديدة التي وصفها هو شخصياً بالعبء الثقيل. نقلا عن صحيفة آخر لحظة 28/4/2015م