-1- بغض النظر عن الجسم الذي استفز وجوده في منطقة حساسة المضادات الأرضية في القاعدة الجوية بوادي سيدنا، وتعاملت معه بكل حسم.. وبغض النظر عن الجهة التي أرسلته للاستطلاع أو التصوير.. إن كانت الجهة إسرائيل أو عدواً جديداً لم تكتشفه بعد! ورغم الخوف الذي أصاب الكثيرين في شمال أم درمان وهم يسمعون صوت القذائف، وهو يفتح باب التوقعات السيئة على مصراعيه.. سواء كانت انقلاباً أو عملية تخريبية أو غارة جوية أو هجوماً مشابهاً لهجوم العدل والمساواة في 2007، عبر عملية الذراع الطويلة التي تقطعت أصابعها على مداخل كباري أم درمان. ورغم عن أنف كل الشائعات التي طفحت على سطح الأسافير، تروج لأكاذيب من كل شاكلة ونوع.. رغم كل ذلك.. أمر إيجابي جداً، أن تكون قواتنا المسلحة ودفاعها الجوي، على مستوى من اليقظة، يجعلها تتصدى لأي مهدد في أي وقت وبهذه الفاعلية الناجزة. كان أمراً محزناً ومخزياً، أن تأتي طائرات في أوقات سابقة، وتعبر الأجواء، وتنفذ مهمتها بكل دقة وعنف، ومن ثم تعود آمنة إلى منصات انطلاقها، دون أن تجد من يعترضها حتى بصاروخ من ورق أو (قولة كر)! -2- جاءتني على الواتساب عدة روايات مفبركة ومنسوبة لوكالات وقنوات إعلامية تروي قصصاً مرعبة لما حدث في شمال أم درمان ليلة الثلاثاء. إحدى الروايات، كانت تنقل خبراً على شريط قناة الجزيرة القطرية، منسوباً لوزارة الدفاع الإسرائيلية، يتحدث عن استهداف مناطق حيوية في السودان، والخبر يشير بمواربة لسد مروي. صحيح أن مثل هذه الأحداث تفتح الباب أمام الشائعات مع ثورة وسائل التواصل الاجتماعي وغزارة ما يجول داخل شبكاتها من معلومات وسهولة انتقالها بين القروبات والأفراد بسرعة قياسية، لكن ليس من المنطق أن يطالب الجيش السوداني وناطقه الرسمي بأن يقدم معلومات سريعة وغير متماسكة، حتى يحد من انتشار الشائعات. المعلومات الناقصة وغير المتماسكة، والتي بها ثغرات، تمثل خطورة أكبر من الشائعات، بل إنها من الممكن أن تعطي الشائعات قوة، وتزيد من رواجها، ولا يجدي بعد ذلك تصويب أو توضيح. -3- حسناً فعل النطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العقيد الصوارمي خالد سعد، حينما أدلى صباح الأمس لصحيفتي (السوداني) و(أخبار اليوم) – آخر صحيفتين تذهبان للمطبعة – بمعلومات على درجة عالية من الدقة والحذر. الصوارمي ذكر أن المضادات الأرضية، اشتبهت في جسم غريب، فتصدت له في الحال، ونفى كل ما راج في الأسافير من شائعات، ووعد بتقديم مزيد من المعلومات عند اكتمالها. الصوارمي فعل ما هو مطلوب منه، وهو نفي الشائعات وتقديم معلومات في حدود ما توفرن مع الوعد بكشف التفاصيل الكاملة لما حدث في وقت لاحق. سعادة العقيد الصوارمي: المعلومات لا تزال ناقصة، وتحتاج لمزيد من الإيضاح.. أتمنى أن يأتي الوقت اللاحق قريباً، حتى تكتمل الصورة، ونعرف ما حدث على حقيقته دون تهويل أو تهوين. نقلاً عن صحيفة السوداني 7/5/2015م