في واحدة من المنتديات كان رئيس حكومة الجنوب وقتها يتحدث بطريقة مبسطة عن قسمة الثروة أيام الحكومة الانتقالية .. سلفاكير كان يتحدث عن النفط الذي بات مناصفة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الجنوب.. شبه الجنرال القسمة ببقرة تحلب يوماً لأسرة وفي اليوم التالي لأسرة أخرى.. أراد الجنرال... سلفا أن يقول إن الجنوبيين سيختارون الانفصال الذي حدث لاحقاً في العام 2011م. الجنوبيون اختاروا الانفصال بأغلبية كاسحة تحت تضليل النخب الجنوبية التي كانت تبحث عن أمجادها الذاتية .. قبل إن تكمل دولة الجنوب حولين تحولت إلى جهنم بفعل أنانية ذات النخب ومحاولتها الانفراد بالسلطة. قبل أيام كان مساعد رئيس الجمهورية الأكبر مني أركو مناوي يتحدث لصحيفة العرب اللندنية .. مناوي اتهم الحكومة السودانية بأنها تسعي لفصل دارفور .. عبر عن ذلك بقوله: هناك أسباباً موضوعية لدي أبناء دارفور للمطالبة بحق تقرير المصير، بعد إن تعذر عليهم العيش الآمن حتى في الخرطوم العاصمة، ثم أضاف مناوي أن الجبهة الثورية المسلحة ستناقش في الأيام القادمة حق تقرير المصير لدارفور. ذات اللغة جاءت على لسان الشيخ موسي هلال زعيم مجلس الصحوة الثوري .. شيخ موسي قال إن أهل دارفور يبلغون نصف سكان السودان .. قسم الشيخ هلال حسبته السكانية مقدراً عدد سكان الإقليم بثمانية ملايين نسمة يسكنون دارفور بجانب سبعة ملايين في ولاية الخرطوم والولايات الأخرى .. حاول موسي هلال تضخيم الأرقام حينما أشار إلى أن مواطني دارفور يبلغ عددهم خمسة عشر مليون مواطن .. من قبل أشار موسي هلال في حوار مع "التيار" انه يطمح في خلافة الرئيس البشير. إلا أن الشيخ موسي هلال في حوار له مع (العربية نت) في 13 يوليو 2004م كان يقدم وجهاً آخر للأزمة أهم ما فيه أن قبيلة المحاميد التي يتزعمها يبلغ عدد أفرادها ثلاثمائة ألف فرد.. وأقر موسي في ذلك الحوار أن يقاتل المتمردين الدارفوريين نيابة عن حكومة المركز.. إذن ما الجديد الذي يجعل موسي هلال يعود ليطرح نفسه متحدثاً باسم جميع سكان دارفور .. حتى عودة هلال بعد عامين تزامنت مع موسم الحصاد الوزاري .. لا شيء غير البحث عن المغانم الشخصية في كل الصراع الدائر بين موسي وخصومه. الذين ينادون بانفصال دارفور يجهلون حجم التباين الإثني في الإقليم .. وكذلك لا يهتمون للواقع الحالي الذي جعل أبناء دارفور جزءاً من النسيج الاجتماعي في كل ولايات السودان .. بل هم أصحاب غلبة في ميادين التجارة داخل ولاية الخرطوم .. واهم من كل ذلك الاشتهاء العاطفي الذي ترجم إلى مصاهرات اجتماعية جعلت دارفور في كل بيت من بيوت السودان الأخرى .. كل هذا يعني أن الذين يحاولون الاستثمار السياسي برفع تقرير المصير كواحد من الأجندة ستواجههم مصاعب شتي من أهل دارفور وعموم أهل السودان. في تقديري .. دارفور مظلومة أولاً من نخبها السياسية والاجتماعية التي تتقاتل فيما بينها بشراسة .. وثانياً مظلومة من الإهمال الحكومي .. الحكومة تظن دائماً أن الحل في الإغراق بالوظائف العامة .. دارفور تحتاج إلى خدمات تقلل من الصراع بين القبائل عبر توفير المرعي والمشرب لإنسان المنطقة وثروته الحيوانية .. وقبل ذلك شبكة طرق تربط دارفور ربطاً محكماً بباقي أجزاء القطر. بصراحة .. من يرفعون قميص عثمان مطالبين بالانفصال تحركهم مصالحهم الشخصية ولا يمثلون رأياً عاماً في كل دارفور. نقلاً عن صحيفة التيار 2015/6/7م