تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة دوماً على تنويع علاقاتها الخارجية، بما يخدم أهدافها ومصالحها الوطنية، وتعتبر القارة الأفريقية واحدة من أهم دوائر اهتمامها في هذا الشأن، بما تملكه هذه القارة من قدرات وإمكانات اقتصادية واستثمارية هائلة، يمكن للإمارات الاستفادة منها في دعم الاقتصاد الوطني. وهذا ما عبّر عنه بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، خلال محادثاته الرسمية مع فخامة الرئيس جوزيه إدواردو دوس سانتوس رئيس جمهورية أنجولا، مؤخراً، حيث أكد سموه أن «دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تحرص على إقامة علاقات طيبة مع الدول الإفريقية»، وأشاد سموه بالعلاقات المتميزة مع جمهورية أنجولا، مؤكداً ضرورة تعزيزها وتنميتها وإقامة الشراكات الاقتصادية بين البلدين التي تخدم المصالح المتبادلة. ويترجم الانفتاح على أفريقيا أحد أهم مبادئ السياسة الخارجية الإماراتية، والمتمثل في إقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم، وعدم الاقتصار على منطقة أو مجموعة دول بعينها، من منطلق الإدراك العميق بأن ذلك يصب في خدمة أهداف الدولة، لأنه كلما اتسعت علاقاتها الخارجية كانت قادرة على استثمار هذه العلاقات في تحقيق أهدافها المرجوة منها بشكل أكبر، ولهذا فإن القارة الأفريقية باتت تشكل إحدى الدوائر المهمة في أولويات السياسة الخارجية للإمارات، لما تتمتع به القارة من إمكانات وثروات وفرص متنوعة، لا تقتصر على الموقع الجغرافي والاستراتيجي وحسب، لكنها تتضمن العديد من المزايا الاقتصادية والنسبية التي تتيح لها أن تكون شريكاً تجارياً مثالياً أيضاً. ولهذا تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على إقامة علاقات متميزة مع دول هذه القارة الواعدة. لقد نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز علاقاتها بالعديد من الدول الأفريقية خلال السنوات الماضية، عبر العديد من الأدوات، أبرزها الدعم الإنمائي والمساعدات التنموية، حيث تعتبر الإمارات من أكثر الدول الداعمة للتنمية في القارة السمراء، وهنا يبرز دور «صندوق أبوظبي للتنمية» في تنفيذ العديد من مشروعات التنمية في أفريقيا، سواء عن طريق تقديم القروض والمنح التنموية لدول القارة، أو من خلال التوسّع في إقامة المشروعات الاستثمارية والتنموية هناك، وخاصة في مجالات الزراعة والخدمات التجارية، وصناعات المعادن، وقطاع التكنولوجيا والاتصالات. كما نجحت الإمارات في تعزيز وجودها على الساحة الأفريقية، من خلال نشاطها الإنساني، بتقديمها مساعدات إغاثية للعديد من دول القارة التي تواجه أزمات أو كوارث طبيعية في الفترة الماضية. وتمثل دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً ناجحاً للتنمية للدول الأفريقية، التي تسعى إلى استلهام مبادئ هذا النموذج، والاستفادة منه في دعم مسيرتها التنموية، وهذا ما عبّر عنه بوضوح الرئيس الأنجولي الذي أعرب عن إعجابه بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة في المجالات كافة، ولسياستها الحكيمة التي بوأتها مكانة مرموقة على المستويين الإقليمي والدولي، وتأكيده أهمية الاستفادة من الخبرات والإمكانات المتطورة والمتقدمة لدولة الإمارات في تطوير القطاعات الحيوية في أنجولا. إن نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز علاقاتها بدول القارة الأفريقية، إنما هو ترجمة لدبلوماسيتها الهادئة والمتزنة، التي تحرص على بناء جسور التفاهم والتعاون والحوار مع دول العالم المختلفة، وذلك لمصلحة قضاياها الوطنيّة، ودعم اقتصادها الوطني. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية