وعادت مجموعة أخرى من قادة حركة العدل والمساواة (عسكريين وسياسيين) من التمرد بعد أن اكتشفوا حقائق الحرب في دارفور.. وفاقوا بعد 14 عاماً من غفوتهم ليكتشفوا بأنهم استدرجوهم للاتجار بهم كمرتزقة يقاتلون بالأجر في ليبيا تارة وفي الجنوب مساندين لسلفاكير وهي الحقيقة التي يعرفها العقلاء منذ الوهلة الأولى بأن المطالبة بتمية وأعمار دارفور لا تأتي بالبندقية وهي ذات الحقيقة التي توصل لها القادة العائدون وأعلنوها صراحة في مؤتمرهم أمس وستتوصل اليها الفئة القليلةالباقية والمخدوعة بأحلام (زلوط) وبالطبع لن يتوصل اليها القاعدين في فنادق فرنسا ولا برلين لأنهم مستفيدين لا يرون ما اقترفته أيديهم من قتل وتشريد ودمار. دارفور قضية ستنتهي حتماً لكن اخطر مخلفاتها أنها انعشت سوق المرتزقة ليس في السودان لوحده بل طالت معظم الدول الافريقية لذا المطالبة بتصنيف الحركات المسلحة في دارفور على انها حركات ارهابية مطالبة مشروعة وعقلانية تتقاضى عنها دول التصنيف لأنها لا تأتي حسب أهواءها ولا رغباتها فرغبتها الاساسية تجزئة السودان الى دويلات أو زعزعة آمنة على شاكلة ليبيا وسوريا واحلى ما في اللعبة أن تلك الدول لا تخسر شيئاً وتعمل بفقه (من دقنو وافتلو). بلا شك ان قضية دارفور قد اسهمت فعلاً في تنمية الاقليم وخير دليلما تقوم به السلطة الاقليمية من مشروعات وشاهدنا بأم عيننا كيف تحولت القرى الى مدن فيها كل الخدمات لولا تلك القضية لما التفت الدولة والمجتمع الدولي اليهم ورغم ان بعضهم اتخذ وسائل قذرة صنفت ابناء دارفور وسط اهلهم بمعنى (عرف الذي ناضل من اجلهم والذي ادعى النضال). وهذا ما يجعلنا نقف الى صف الدولة في احلك الظروف فمجرد الاحساس بأن الدولة مستهدفة وان المؤامرة تحاك حولها والدسائس تحاول النيل منها يلتف الشعب حول الوطن وهو سر بقاء الحكومة لأن بعض معارضيها ايضاً مارسوا الكذب والنفاق فالتمرد يمضي نحو التلاشي. نقلاً عن صحيفة الأهرام اليوم 14/9/2015م