قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الاثنين إن الخلافات بين دول الخليج وايران سياسية وليست مذهبية، واعرب عن استعداد بلاده لاستضافة حوار بين ايران ودول الخليج. ودعا الشيخ تميم في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لاتخاذ موقف حازم من اسرائيل، دعا إلى أمير قطر الى "التعاون من أجل فرض حل سياسي في سوريا، ينهي عهد الاستبداد. واعتبر أمير قطر ان الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1 خطوة إيجابية ومهمة. وأعرب عن أمله بان يساهم في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، مطالبا "بالانتقال إلى نزع السلاح النووي من المنطقة كلها، وكذلك أسلحة الدمار الشامل". وقال أن "العلاقات الثنائية بين قطروإيران تنمو وتتطور باستمرار على أساس المصالح المشتركة، والجيرة الحسنة. ولا يوجد أي خلاف متعلق بالعلاقات الثنائية بين بلدينا". وأضاف الشيخ تميم "على مستوى الإقليم تتنوع المذاهب والديانات، ولكن لا يوجد برأيي صراع سني شيعي في الجوهر، بل نزاعات تثيرُها المصالح السياسية للدول، أو مصالح القوى السياسية والاجتماعية التي تثير نعرات طائفية داخلها؛ الخلافات القائمة برأيي هي خلافات سياسية إقليمية عربية إيرانية، وليست سنية شيعية". وركز الشيخ تميم في كلمته على القضية الفلسطينية، وقال إن "تحقيق تسوية عادلة ودائمة تسمح بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية، يحتاج إلى شريك إسرائيلي للسلام. ولا يوجد شريك إسرائيلي لسلام عادل حالياً، ولا حتى لتسوية". وأضاف أن "الصراع في الشرق الأوسط سيظل يمثل تهديداً دائماً للأمن والسلم الدوليين لتأثيره المباشر على العديد من الأزمات التي تواجه المنطقة والعالم. وتظل القضية الفلسطينية قضيةَ شعب شرد من أرضه، وشعب واقع تحت الاحتلال، ولا يمكن تأجيل حلها العادل والدائم لجيل تال". وجدد أمير قطر تحذيره من مخاطر النشاط الاستيطاني، والانتهاكات المستمرة لحُرمة المسجد الأقصى، معتبرا ان هذا دليل واضح، "ليس فقط على غياب إرادة السلام لدى إسرائيل، بل أيضاً على تحكم عناصر أصولية دينية قومية متطرفة بالسياسة الإسرائيلية". وأضاف "اسمحوا لي أن أوجه إلى أركان المجتمع الدولي عموماً رسالة بأن استمرار القضية الفلسطينية من دون حل دائم وعادل يعد وصمة عار في جبين الإنسانية". وأكد أن "المجتمع الدولي مقصر في ما هو أقل من تسوية عادلة، فهو لم ينجح حتى في فرض إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان. لقد عقد مؤتمر دولي بمبادرة نرويجية خصيصاً لهذا الغرض. وتعهدت قطر بدفع مبلغ مليار دولار لعملية إعادة الإعمار، ونحن ماضون في تقديم المساعدات للقطاع حتى تنفيذ تعهدنا، ولكننا نتساءل: ماذا جرى للمؤتمر ومقرراته؟". ودعا "المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن القيام بمسؤولياته، باتخاذ موقف حازم يلزم إسرائيل باستحقاقات السلام وفي مقدمتها وقف كل أشكال الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتل ورفع الحصار الجائر عن قطاع غزة والالتزام بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تقر للشعب الفلسطيني استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وفقاً لمبدأ حل الدولتين". ودعا الشيخ تميم إلى "التعاون من أجل فرض حل سياسي في سوريا، ينهي عهد الاستبداد، ويحل محله نظام تعددي يقوم على المواطنة المتساوية بين جميع المواطنين، ويعيد المهجرين إلى ديارهم، ويتيح بناء سوريا". وحذر أمير قطر من أن الصراع في سوريا "تحول إلى حرب إبادة وتهجير جماعي للسكان"، مشيرًا إلى أن تلك الحرب "تمتلك تبعات خطيرة على الإقليم والعالم كله، وحتى على الدول التي لا تستعجل الحل". وقال "تتولَّد عن الأزمة السورية بأبعادها وتداعياتها الراهنة والمستقبلية نتائج كارثية على منطقة الشرق الأوسط، بل والعالم، في ظل استمرار الجرائم البشعة والأعمال الوحشية التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري، وتهديد كيان الدولة وشعبها، وخلق بيئة خصبة لتفاقم ظاهرة التطرف والإرهاب تحت رايات دينية ومذهبية وعرقية زائفة تهدد الإنسان والمجتمع والإرث الحضاري في سورية والمنطقة". وأضاف ان "عبث النظام السوري بمفهوم الإرهاب، فسمى المظاهرات السلمية إرهاباً، ومارس هو الإرهاب الفعلي. وحين أوصلت أعمال القصف وقتل المدنيين الناس إلى تبني العمل المسلح، ودخلت بعض المنظمات غير الملتزمة بمطالب الثورة السورية ومبادئها فضاء العمل السياسي بدون استئذان، تحّلت سورية إلى ساحة حرب، فحاول النظام أن يخيف المجتمع الدولي من البديل". وحول ظاهرة الإرهاب، أكد أمير قطر أن هذه الظاهرة "تضع بعواقبها الوخيمة تحديات سياسية وأمنية واقتصادية خطيرة أمام الدول والشعوب، ولا شك أن مناطق التوتر والصراع قد ساهمت في نشوء المنظمات الإرهابية، كما ساهم تقاعس المجتمع الدولي عن التصدي لبؤر التوتر والصراع في تهيئة البيئة الراعية لتنفيذ العمليات الإرهابية". وأضاف أن "الإرهاب مصدره أفكار متطرفة لا تقبل أي حل وسط مع واقع الناس وإمكانياتهم وهو ينتعش في ظروف اليأس وانسداد الأفق. لم ينشأ الإرهاب في منطقتنا في ظل سياسات تضمن للمواطنين العيش بكرامة وحرية، بل نشأ في ظل الاستبداد، وتغذّى على القمع والإذلال، وراكمَ الحقدَ والكراهية من التعذيب في السجون، واستفاد من فقدان الأمل من العمل السياسي السلمي". وأكد أنه "لا يوجد دين يدعو إلى الإرهاب في جوهره. وفي النصوص الدينية كافة ما يكفي من التعاليم التي تدعو إلى السلمية والتسامح والتعايش، وأيضاً لاقتباسات تبرّر العنف ضد الآخر المختلف؛ ولكن الأساس الذي يتجاهله المروّجون للاقتباسات الحرفية هو روح الديانات التي تدعو إلى القيم النبيلة والتسامح والتعاون والحوار البناء لصالح المجتمع البشري. والناسُ البسطاء بتديّنِهم الفطري يعتبرون الدين أولاً قيماً وأخلاقاً". وانتقد أمير قطر ظاهرة الميلشيات في كل من اليمن والعراق، مشيرًا إلى أنه "قد أثبتت التجربة في العراق واليمن، أن حالة الميلشيات تعبر عن حرب أهلية كاملة"، وأن "أي حل سياسي في العراق أو اليمن أو سوريا أو ليبيا، يجب أن يتضمن إنهاء الحالة الميلشياوية خارج مؤسسات الدولة الشرعية". المصدر: القدس العربي 29/9/2015م