أكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أمس، أن بلاده لن تتعاون عسكرياً مع روسيا في سوريا لأن الاستراتيجية الروسية هناك «معيبة بشكل مأساوي» لكن واشنطن مستعدة لإجراء مناقشات أساسية وفنية بشأن سلامة الطيارين، بينما أعلنت وزارة الدفاع أن مقاتلة واحدة على الأقل تابعة للتحالف الدولي المناهض ل «داعش» اضطرت لتغيير مسارها تفادياً مقاتلات روسية في الأجواء السورية. من جهته، أعلن ممثل الولاياتالمتحدة لدى حلف شمال الأطلسي «الناتو» دوجلاس ليوت أن الحلف الغربي «لن يتبادل المعطيات الاستخباراتية» مع روسيا ما لم تتخل الأخيرة عن دعمها للرئيس السوري بشار الأسد الذي توفر له الدعم العسكري بما في ذلك الضربات الحالية. جاء ذلك بعد أن اعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن رفض واشنطن تبادل المعلومات معها بشأن مواقع إرهابيي «داعش»، يظهر أن الأخيرة «تبحث عن ذريعة حتى لا تحارب الإرهاب»، قائلة إن لديها مبررات للاعتقاد أن التحالف الدولي «لا يقصف دوماً» أهدافا للإرهابيين. من جهته، حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أمام النواب الأوروبيين من «حرب شاملة» في حال لم تتحرك أوروبا لمواجهة النزاع في سوريا والوضع في المنطقة، داعياً مرة جديدة إلى «المساهمة» لايجاد بديل عن الرئيس الأسد وتنظيم «داعش». وفي وقت سابق أمس، رفضت باريس مزاعم أطلقها الرئيس الروسي بقوله إن أولاند اقترح «ضماً فورياً» لقوات الأسد وفصائل المعارضة المعتدلة للقتال ضد«داعش»، قائلة إن ذلك «مستحيل» طالما بقي الرئيس السوري في السلطة. بينما أكدت مصادر مقربة من أولاند أن الأخير أبلغ بوتين «بضرورة وجود المعارضة السورية» في مفاوضات السلام. وسارعت وزارة الخارجية الروسية للإعلان أمس، عن استعدادها لاجراء اتصالات مع الجيش الحر، أبرز مجموعة مسلحة معارضة معتدلة في سوريا، بغية تنسيق الجهود لقتال «داعش» والسعي إلى ايجاد حل سياسي للنزاع عبر محادثات بين الحكومة والمعارضة الوطنية. وقال كارتر في مؤتمر صحفي بروما «لقد قلت سابقاً إننا نعتقد بأن روسيا تعتمد الاستراتيجية الخاطئة في سوريا.. إنهم يواصلون ضرب أهداف ليست لتنظيم (داعش). نعتبر ذلك خطأ جوهرياً». وأضاف «رغم ما يقوله الروس، لم نتفق على التعاون مع روسيا طالما أنهم مستمرون باستراتيجية خاطئة وبضرب هذه الأهداف» في إشارة للمعارضة المعتدلة. وجاءت تصريحات كارتر بعد أن ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها تدرس اقتراحات من الولاياتالمتحدة لتنسيق العمليات ضد «داعش». وقال المتحدث باسم الوزارة الجنرال ايجور كوناشنكوف «وزارة الدفاع الروسية استجابت لطلبات وزارة الدفاع الأميركية ودرست عن كثب اقتراحاتها حول تنسيق العمليات في إطار مكافحة التنظيم الإرهابي على الأراضي السورية». وتابع أن تلك الاقتراحات يمكن تنفيذها بصورة اجمالية، مضيفاً «نحاول فقط أن نوضح من جانبنا بعض التفاصيل التقنية التي سيتم بحثها بين خبراء وزارة الدفاع الروسية وخبراء البنتاجون». وأكد مسؤولون أميركيون وروس إجراء هذه المناقشات العسكرية حول كيفية تجنب أي حوادث ممكنة بين طائرات الجانبين أثناء تحليقها في الأجواء السورية. وأوضح كارتر «سنكمل المناقشات الأساسية والفنية حول إجراءات السلامة المهنية بالنسبة لطيارينا الذين يحلقون بطائراتهم فوق روسيا». وتابع «هذا كل ما في الأمر. سنبقي على قناة الاتصال مفتوحة لأن ذلك أمر يتعلق بسلامة طيارينا». وكان الرئيس الروسي قال أمس إن نظيره الفرنسي اقترح عليه فكرة «مثيرة للاهتمام» تقضي ب «توحيد جهود» الجيش النظامي والجيش الحر المعارض لمحاربة «داعش» في سوريا. وسارعت مصادر الأليزية إلى نفي مزاعم بوتين قائلة إن أولاند لم يقترح تحالفاً بين الجيش الأسد والحر المعارض، مشيرة إلى أنه ذكر بوتين «بضرورة وجود المعارضة السورية» في مفاوضات السلام، «والبقية ليست فكرة فرنسية». وقال أولاند أمام النواب الأوروبيين أمس، «إذا سمحنا باستمرار تفاقم المواجهات الدينية، لا تظنوا أننا سنكون بمنأى: ستكون هناك حرب شاملة». وأضاف «يجب أن نبني في س/وريا مع كل الذين يمكنهم المساهمة، مستقبلاً سياسياً يعطي الشعب السوري بديلاً غير الأسد أو (داعش)»./ المصدر: الاتحاد8/10/2015 م