على طريقة المناضلين أسمحوا لي أن (أتضامن) مع الأخ الحبيب فائز الشيخ السليك أحد القامات المحترمة في منظومة العمل المعارض خارج السودان، فائز تعرض إلى مصادرة حقه في التعبير من قبل (موقع الراكوبة) الشهير لسان حال المعارضة وأكبر تجمع إسفيري للناقمين على الحكومة. السليك زميل عزيز ظل يحتفظ بعلاقات ودودة مع الجميع رغم تباين المواقف، الرجل أفنى سنيه النضرات في خدمة الحركة الشعبية وأهدافها حيث عمل في آخر أيامه بالسودان رئيس تحرير بالإنابة لصحيفة (أجراس الحرية) الناطقة باسم الحركة. رفض (موقع الراكوبة) رغم ادعاءاته الثورية العريضة نشر مقال للاستاذ فائز حمل انتقادات للحركة الشعبية والجبهة الثورية، هذه هي الحيثيات الموثقة التي مارس عبرها الموقع (الرقابة القبلية) على المقال وقرر حجبه رغماً عن انف حرية التعبير وشعارات المناضلين وهي تحدثنا – صباح مساء – إلى عدم مصادرة الرأي واتاحة حرية التعبير وفع الرقابة القبلية وكفالة الحريات، فجأة وجد فائز نفسه ضحية للحجب فثار الرجل وكتب وجهة نظره حول هذا المنع. العبارات التي حملها اعتذار الراكوبة كانت تقول لفائز (بلا خجلة): الموقع لا يود الخوض فيالخلافات المتعلقة بالحركة الشعبية!!! (علاقات التعجب من عندي). لا أكتب بالتأكيد من (باب التريقة)، ولا اتضامن نكاية في (الراكوبة) التي لا تراعي ضميرا ولا ذمة في نقده للخصوم، ولكن مؤسف جداً أن تكون عقلية المناضلين منحازة بهذا السفور للحركة الشعبية. (الراكوبة) من المواقع التي جندت اقلامها لتعرية الفساد والدعوة لاسترداد الديمقراطية وكفالة الحريات تتعرض الآن إلى أسوأ (سقوط) يجعل من كل حديثها عن القيم السياسية ومأخذها على الانقاذ في ما يلي الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان (طق حنك) و(ونسة كيبوردات) حجب الموقع مقالات كثيرة في الآونة الأخيرة حتى إنك لا تجد مقالاً ينتقد الحركة الشعبية. الراكوبة جعلت من موقعها منصة لمحاكمة الانقاذ وانتقاد التضييق على الحريات واصدرت احكاماً كثيرة على قيادات الدولة السودانية بالدموية والفساد والديكتاتورية وانتهاك حقوق الانسان تصادر اليوم حق كاتب من أبناء النضال واصفيائه الخلص في التعبير لمجرد أنه ينتقد ياسر عرمان ومالك عقار ويا سبحان الله. هذا سقوط كبير ل(الراكوبة) وادعياء التغيير ممن يرون أنهم مبعوثو العناية الالهية لملء ارض السودان عدلاً بعد ان ملئت جوراً ونيراً وفساداً وانتهاكاً لحقوق الانسان. الحركة الشعبية التي تدير (موقع الراكوبة) بالطبع لم تكن صادقة في توجهاتها نحو الديمقراطية وكفالة الحريات في يوم من الايام، يكفينا الواقع المأساوي الذي ادخلت فيه دولة الجنوب لحظة أن وصلت الحكم، قبل شهر من اليوم كان سلفاكير يهدد الصحفيين قبل أن يسقط احدهم مقتولاً قبالة منزله في جوبا برصاص مجهولين. سلفاكير قال للصحفيين (إن لم يكن أي من الصحفيين يدري أن هذه الدولة قتلت اشخاصاً، فستثبت لهم ذلك يوماً ما، في وقت ما، إن حرية الصحافة لا تعني أن تعمل ضد الدولة)، بالمناسبة القتيل (بيتر جوليوس) هو الصحفي السابع الذي يتعرض للقتل في دولة جنوب السودان. نعم هي الحركة الشعبية التي اغلقت صيفتين واذاعة محلية خلال اسبوعين وهي التي باعت حلفاءها في المعارضة الشمالية لحظة ان قايضت قانون الاستفتاء بقانون الامن الوطني، كامل التضامن مع السليك في زمن سقوط الاقنعة (والجاتك في مقالك سامحتك). نقلاً عن صحيفة الرأي العام 2/11/2015م