تعجبت من البيان الذي أصدره الرفيق ياسر عرمان الأمين العام للحركات الشعبية والذي عمم به الاسافير وسود به المدونات عقب تمدد شائعة – بلا مناسبة – زعمت أن الرجل وزوجته قد صرعا في حادث سيرمروري بالعاسمة الأوغندية كمبالا! وبالطبع ليس في الموت عار، وكل نفس ذائقة الموت وكل شئ هالك وكل جديد إلى البلى، وكل امرئ يوماً يصير إلى كان وما الموت باي حال ايها المبجل إلا سارقاً دق قادما يصول بلا كف ويسعى بلا رجل ولذا فليس من شأن الزعم والنقل أن فلاناً مات أو قتل قصداً أو نقلاً خاطئاً، بما يثير كل هذا الاستعراض اللغوي البئيس الذي دفع به "عرمان" للعابرين والقارئين من أنصاره ومحبيه ينفي أن يكون قد (مات)، إذ أنه حي وأن جهاز الأمن السوداني يتمنى موته أو شيئاً من هذا الهراء، فتحول مشروع لنفي شائعة إلى سانحة لممارسة الهتافية البئيسة بلا مناسبة أو داع ملزم. كان يمكن للمعارض المفدي أن يرسل مكتبه إيضاحاً أو من ينوب عنه لساناً ونطقاً، وما أكثر هؤلاء حتى أنهم أحياناً يبلبلون لسان "عرمان" نفسه فيتحدث كل منهم بلغة مختلفة، "فارقناتو" يقول قولاً و"أردول" عكسه فتزداد حيرة (بلبل حيران)، وهكذا في كل بلد متحدث ولكل نازلة لسان، ثم أن الخبر حتى مغيب شمس الأمس محض ثرثرة مبتورة الأسانيد طافت بين وسائط التواصل الاجتماعي ولم يبد لها أحد حماسة، بدأ لي أن حتى الشائعة نفسها لم تحظ بحماسة تقيم أود الفشول ناهيك أن تضطر صاحبها لنفي بشأن مزاعم لم تنشر في صحيفة أو تكون عنوناً بارزاً وقصة أولى في فضائية، ويبدو لي والله أعلم أن المناضل النحرير قد خف وزنه في الآونة الأخيرة ولم يعد أحد يأبه له، وقد ضحكت والله من النفي الذي كان سخيفاً بامتياز، اذ بدأ أقرب ما يكون إلى نص يحرره طالب ثانوي لطالبة في لوثة اضطراب مراهقة! بعض المراهقين حينما يحس أن الأنظار انصرفت عنه، عمداً أو ضمن شواغل يتجه لإحداث أي حركة وتحرك يستدر به عطفاً، أو يؤسس به منصة لاستمطار التقدير وهو الشعور الذي تفاقم لدى الأمين العام للحركة الشعبية شمال والذي أحس في الآونة الأخيرة بعزلة مريعة، فأكثر من رفيق وصاحب نضالات معه انقلب عليه، وتعرض لحملة انتقادات واسعة وممتدة من مثقفين وحملة اقلام هذه المرة من الدائرة الضيقة في البناء التنظيمي لقطاع الشمال بشكل لم يجرؤ معه "عرمان" على أن ينبس ببنت شفة، وهذا ما تكامل بالمقابل مع لزوم الحكومة السودانية وحزبها الحاكم وبالضرورة وحتماً جهاز الأمن والمخابرات الصمت وممارسة فضيلة الفرجة وخصومهم يمزقون أوراقهم وثيابهم. نقلاً عن صحيفة المجهر السياسي 9/11/2015م