وجّه مساعد الرئيس السوداني، نائب رئيس المؤتمر الوطني، إبراهيم محمود حامد، انتقادات قاسية للأمين العام للحركة الشعبية شمال، ياسر عرمان، بشأن تصريحات دعا فيها السعودية لوقف التعاون والمساعدة للسودان، وقال إن عرمان يغرِّد خارج السرب ولا تعنيه مصلحة السودان. وكان عرمان قد قال إن حركته ترفض الاتفاق بين السودان والسعودية لبناء السدود في ولايتي الشمالية ونهر النيل، وأضاف "ندعو المملكة لعدم تمويل بناء هذه السدود فهي ضد رغبة شعبنا لا سيما في ولايتي الشمالية ونهر النيل". وحمّل محمود في تصريحات صحفية بالمركز العام لحزبه، الحركة الشعبية مسؤولية معاناة السودان بسبب تأجيج الحرب، ووصف الاتفاقات الجديدة مع السعودية بمشروع "مارشال" لإنعاش الاقتصاد السوداني. وشدّد نائب رئيس المؤتمر الوطني، على أن إنشاء السدود لن يؤدي إلى تهجير المواطنين "كما يروج البعض بل سيؤدي إلى الاستقرار والتنمية، وأشار أن تصريحات عرمان تقف ضد مصلحة السودان". وقال حامد، إن وفد الحكومة المفاوض سيتوجه لجولة التفاوض بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا بقلب مفتوح، وأن الجولة القادمة ستكون بمثابة الفرصة الأخيرة لحقن الدماء. وفشلت تسع جولات من التفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية شمال بأديس أبابا، كان آخرها في ديسمبر الماضي، في الوصول لوقف النزاع المسلح، كما فشلت جولة أخرى بين الخرطوم وحركات دارفور في التوصل إلى وقف العدائيات. وأعلن مسؤول رفيع في الاتحاد الأفريقي الأسبوع الماضي، أن الوساطة الأفريقية سلّمت الحكومة السودانية والحركات المسلحة دعوات رسمية لاستئناف المفاوضات في ال18 من نوفمبر الحالي. وقال نائب رئيس المؤتمر الوطني، إن الجولة المقبلة للمفاوضات بمثابة الفرصة الأخيرة لحقن الدماء ووقف هدر الموارد ، وأضاف أن الجولة السابقة من المفاوضات شهدت اتفاقاً حول 90% من النقاط، الأمر الذي يجعل فرص التسوية قائمة وكبيرة، وأنهم سيتوجهون للجولة بقلب مفتوح من أجل تحقيق سلام حقيقي لوقف معاناة المواطنين في مناطق النزاع ، وزاد "سوف نمضي للتفاوض لنكمل اتفاق سلام حقيقي وليس وقفاً للعدائيات فحسب ومن بعدها تستأنف الحرب من جديد، لكن نريد وقف عدائيات دائم ووقف إطلاق نار دائم والوصول لسلام دائم، لأننا نعلم المعاناة التي يعانيها السكان هناك".