لا يكفي أن تكرم القوات المسلحة السودانية بدروع وأوسمة دولية توضع علي حائط المشاركات العسكرية السودانية، بل يجب أن يطلق أسماء أولئك المشاركين في تلك العمليات، علي المدارس لتعلم النشء السوداني وتحكي عبرها عن تاريخ المؤسسة العسكرية السودانية التي أنجبت مثل هؤلاء الأبطال المميزين. فالتكريم ووسام الشجاعة الذي منحه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لقائد القوات السودانية البرية المشاركة في "عاصفة الحزم" بقيادة العقيد ركن محمد صالح أبو حليمة يوم الثلاثاء الماضي، لدوره في تخريج الدفعة الثانية لأفراد المقاومة الشعبية اليمنية المندمجة في إطار الجيش اليمني بعد تدريبهم علي يد مدربين عسكريين سودانيين، لم يكن الأول علي النطاق الإقليمي. فلقد قامت القوات المسلحة أيضاً بتدريب الجيش الليبي عقب سقوط نظام القذافي أيماناً بدعم دول الجوار العربي، كما في مشاركتها الحالية في اليمن، هذا غير أن الكتائب السودانية لمساندة الدول الشقيقة والصديقة في أزماتها لم تتوقف علي مشاركات اليمن وليبيا، وإنما امتدت أيضاً عندما ساند سلاح المظلات السوداني في مارس من العام 2008م دولة جزر القمر في إعادة السيطرة علي جزيرة أنجوان التي تعد أحدي الجزر الأربع المكونة للدولة، والتي تمردت علي الحكومة المركزية علي نفس شاكلة التمرد الحوثي علي الحكومة اليمنية حالياً، ويذكر أن العسكريين السودانيين كانوا أول الواصلين للجزيرة بكامل معداتهم من مدافع هاون ورشاشات وقاذفات صواريخ وذخائر في عملية خاصة قائدها آنذاك الرائد يحيي عبد الله الذي ذكر لحظة وصوله "القمريون هم أشقائها المسلمون ويشرفنا الحضور لمساعدتهم"، إن مشاركة السودان في استعادة الجزيرة كانت بقرابة "250" جندياً سودانياً، بينما كانت جميع قوات الدول الإفريقية تبلغ "1000" جندي تحت راية مفوضية الاتحاد الإفريقي. بالتالي فإن أمثال العقيد ركن محمد صالح أبو حليمة والرائد في ذلك الوقت يحيي عبد الله، الذي تمت ترقيته لاحقاً، وأبطال كثيرون غيرهم كتبت عليهم في الحروب التي يخوضها السودان ضد أعداء الاستقرار والأوطان ملاحم أسطورية من التضحية والفداء، لذا لا بد أن يكون لمثل هؤلاء تقدير خاص، فإذا كانت لكل حرب أو سمتها ونياشينها التي تناسبها، فهذه المشاركات التي تخوضها القوات المسلحة لدعم الدول الشقيقة والصديقة خارج الوطن، تستحق أن تكون لها أوسمتها التي تسجل أسماء أبطال تلك العمليات مثل محمد صالح ويحيي عبد الله وغيرهم في أن يمنحوا امتيازاً خاصاً يخلد أسماءهم ويؤكد تقدير الوطن لبطولاتهم. لذا لابد أن تتولي وزارة الدفاع بالتعاون مع وزارات التعليم العام والتعليم العالي والثقافة، رصد قصص أولئك الأبطال وضمها في سجل يوزع علي طلاب المدارس ليعرفوا أبطالهم، ويتعلموا منهم ما يلهمهم ويذكر فيهم معاني الوطني والفداء. نقلا عن صحيفة الانتباهة 141/2016م