الهجوم الغادر لقوات الحركة الشعبية "شمال" على الفرشاية ليل الأحد 6 مارس ألقي بآثار سيئة على الطلاب الممتحنين لمرحلة الأساس للعام 2015 – 2016م، أدى لإصابة أحد الطلاب برايش تلقى العلاج في المستشفى فضلاً عن الخوف والرعب والأثر النفسي السالب على الطلاب وسيؤثر بلا شك على نتائج امتحانات مواد "الفقه، العلم في حياتنا، اللغة الانجليزية" للطلاب على الرغم من زيارات المسؤولين الحكوميين وتطميناتهم، إلا أن الحالة العامة عند التلاميذ والتلميذات لا زالت مليئة بالرعب والنظر للمجهول. الهجوم الغادر على الفرشاية "20" كيلو شمال غرب الدلنج استهدف الطلاب كما استهدف التعليم في الولاية، وباندلاع الحرب في جنوب كردفان 6 يونيو 2011 فقد أكثر من "5" آلاف طالب وطالبة مستقبلهم "حسب وزارة التربية" في مناطق "هيبان، البرام، أم دورين، دلامي، سلارا، جلد، غرب الدلنج"، قالت الوزارة إنها تحمل الحركة الشعبية مسؤوليتهم. بينما لم يتوقف استهداف قوات الحركة للطلاب في الفرشاية فحسب بل استهدفت الطلاب في "ابو جبيهة، كالوقي، تلودي، هبيلا، كادقلي، العباسية، أبو كرشولا، الريف الشرقي، القوز، الدلنج" بل لم تسلم كافة محليات الولاية من استهداف التمرد للطلاب والتعليم فيها وكان لاستهدافها للطلاب في هبيلا العام الماضي اثر سيئ على نفسياتهم وعلى مستقبل التعليم في المنطقة. استهداف قوات التمرد للفرشاية استهداف للدلنج التي تتبع لها المنطقة والتي ظلت تحرز المرتبة الاولى بالولاية لثلاث سنوات على التوالي، وليس ذلك فحسب بل الدلنج الكبرى هي "رائدة التعليم" وتضم محليات الدلنج القوز هبيلا دلامي حيث تأسست أول مدرسة في العام 1927م في منطقة عبري في محلية دلامي شرق الدلنج ، وفي العام 1932 في مدينة الدلنج وفي العام 1937 في سلارا غرب الدلنج وفي العام 1938 في الحمدي في محلية القوز شمال الدلنج ومن ثم معهد تدريب المعلمين في العام 1948 ثاني معهد في السودان بعد معهد بخت الرضا بالدويم في النيل الأبيض، قبل أن يصبح جامعة الدلنج في العام 1994، حيث خرج نفر كريم من قيادات السودان. المتابع يجد أن استهداف قوات الحركة الشعبية "قطاع الشمال" للتعليم لم يتوقف عند هذا الحد فقد كانت الفرشاية من أ:ثر المناطق التي تضررت من الحرب، كانت محلية قائمة بذاتها في الفترة ما بين 1996 – 2005م كما يقول رئيس مجلسها حينها الحاج سعيد عضو مجلس الولاية التشريعي الحالي قبل أن يتم تنويبها بموجب اتفاقية السلام برتكولو جنوب كردفان / جبال النوبة وتم ضمها لمحلية الدلنج لتصبح وحدة إدارية، ويؤكد بأن الفرشاية بذاتها من أكثر المناطق المتضررة تعليمياً بسبب الحرب التي أدت لإغلاق "8" من مدارسها من بين "19" مدرسة نهائياً في كل من "المندل كلي، المندل عدلان، الصبي، كدمدي، الكدر، أم ألوان، لابدة، المجلد" بينما تشرد طلابها يضربون يباب الأرض، ولم يشفع للدلنج نسيجها المجتمعي القوي المتجانس والمتعايش، فيما تبقت "11" مدرسة تزاول نشاطها، وسط بيئة مدرسية مهترئة معظمها من المواد المحلية وتفتقر للإجلاس والكتاب المدرسي منها "1" فقط للبنين و"1" للبنات و"7" مختلطة و"2" رحل، فضلاً عن مدرستين ثانويتين إحداهما للبنين والأخرى للبنات. المتابع للأوضاع في جنوب كردفان يجد أن الطلاب أكثر تأثراً بها نفسياً وبدنياً وأكاديمياً، وقد شارف طلاب الأساس على نهاية الامتحانات بينما يملأ الخوف والرعب طلاب الشهادة السودانية وهم سيجلسون لحصيلة "12" عاماً بعد أيام قلائل، في وقت تتصاعد فيه لغة الحرب، وما يؤسف له حقاً ان الحرب التي اندلعت في جنوب كردفان أدت لانهيار التعليم في "38" مدرسة أساس بالمنطقة غرب الدلنج في كل من "سلارا"ن تنديه، النتل، الكاركو، جلد ومناطق أخرى" و"7" مدارس ثانوية أتت لتدمير مستقبل أكثر من "5" آلاف طالب وطالبة ومنهم كثر تم تجنيدهم عسكرياً، بلا شك إن استهداف الفرشاية ورفيقاتها استهداف للتعليم ليس في الدلنج لوحده فحسب بل استهداف للتعليم في جنوب كردفان. نقلاً عن صحيفة الصحافة 10/3/2016م